في سياق مُواكبتها لإستراتيجية المغرب الرقمي 2020، شرَعتْ إدارة المعهد الوطني للبريد والمواصلات في إطلاق مبادرة "غو ديجيتال"، التي تهدفُ إلى تلبية احتياجات السوق الرقمية والمساهمة في تطوير المناخ الرقمي في ظل الدينامية الكبيرة التي يعرفها القطاع، من خلال إحداث سبعة مسالك هندسية جديدة داخل المعهد. وتقوم هذه المبادرة على إعادة تموقع المعهد الوطني للبريد والمواصلات من خلال الاعتماد على ثلاث ركائز؛ وهي تكوين قادة الغد في المجال الرقمي؛ دعم تطور المناخ الرقمي؛ وإبقاء المعهد في دينامية تطور دائم. كما ستمكن إدارة المعهد من تحديد محاور الإصلاح ووضع تحليل استشرافي معمق حول احتياجات الشركات المغربية، مع مراعاة التوجهات التكنولوجية المستقبلية وكذا الاستراتيجيات الوطنية لا سيما المغرب الرقمي 2020. واعتبرت إدارة المعهد المتخصص في تكوين مهندسين في مجال الاتصالات أن "هذا التموقع الجديد، التي تمت الموافقة عليه من لدن مجلس إدارة الوكالة الرقمية لتقنين المواصلات خلال دورته المنعقدة في 20 دجنبر 2017، هو ثمرة تشخيصات داخلية ومحادثات مع فاعلين خارجيين ونحو 30 ورشة عمل تم عقدها على امتداد عام 2017 بمشاركة كافة الأساتذة وموظفي المعهد". وفي هذا السياق، أكد شريف الشفشاوني، مدير المعهد الوطني للبريد والمواصلات، أن "إدارة المعهد ستعتمد على رؤية جديدة ترتكز على أربعة مستويات، أولاً؛ انتقاء وتوظيف أفضل الكفاءات، ثانيا؛ تكوين مهندسي ومهني المجال الرقمي بما يتوافق مع احتياجات السوق، ثلاثا؛ إعادة التموقع كمركز إقليمي للتكوين في المجال الرقمي، وأخيرا تسهيل اندماج الشباب حاملي الشواهد في مجال العمل". وعدد الشفشاوني، في تصريح لجريدة هسبريس، المسالك العلمية الجديدة التي ستدخل حيّز التنفيذ ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، "ويتعلق الأمر بهندسة علوم البيانات، وهندسة الأمن المعلوماتي والثقة الرقمية، وهندسة البرامج المتقدمة للخدمات الرقمية، وهندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية، وهندسة الحوسبة السحابية وإنترنيت الأشياء، وهندسة الابتكار والمساعدة في إدارة وهندسة الأنظمة المندمجة والخدمات الرقمية". وأضاف مدير المعهد الوطني للبريد والمواصلات أن "هذا التوجه الجديد يهدف إلى جعل المعهد الوطني للبريد والمواصلات في خضم البحث العلمي والابتكار التكنولوجي وفي خدمة المناخ الرقمي، كما يهدف إلى خلق مناخ أعمال في المجال الرقمي داخل المعهد، بربط شراكات مهيكلة على الصعيدين الوطني والدولي. وزاد المتحدث ذاته: "هذا التوجه سيستفيد من الرأسمال البشري للمعهد، الذي سيظل في صميم هذه المبادرة، إذ سيتم تزويده بالموارد البيداغوجي والمادية لتمكين المعهد الوطني للبريد من أن يصير المدرسة الرقمية المرجعية". من جانبه، كشف عبد الحميد نور الدين، منسق مسلك الأمن المعلوماتي والثقة الرقمية، أن "هذه الشعب ستواكب المشاريع الجديدة على مستوى الدولي والوطني المرتبطة بالرقمنة"، مورداً أن "الهدف من إحداث شعبة الأمن المعلوماتي يتمثل في إعداد رأسمال بشري قادر على مواكبة التطور الرقمي، خاصة في مجال حماية المعطيات الشخصية والعامة". وقال نور الدين، في تصريح لجريدة هسبريس، إن "المسالك السبعة تندرج في إطار الإستراتيجية الرقمية التي أطلقها المغرب خلال السنوات الأخيرة"، مضيفا أن "المهندسين سيستفيدون على طول ثلاث سنوات من دروس تطبيقية ونظرية". ومن المرتقب أن يدخل هذا التحول الجديد إلى حيز التنفيذ مع بدء السنة الجامعية المقبلة، بإحداث سبعة مسالك هندسية جديدة، تم اعتمادها في شهر يونيو 2018 إثر عمل جماعي لهيئة التدريس بين نونبر 2017 ومارس. وبالنسبة إلى كل مسلك، قام المعهد بإحداث مسار تكويني غني بالكفاءات العلمية الجديدة والمهارات الشخصية. كما سيضم كل مسلك ما بين 30 و40 طالبا؛ وهو ما سيمكن على المستوى البيداغوجي من ضمان جودة التكوينات المتاحة. يذكر أن المعهد الوطني للبريد والمواصلات يعتبر الجودة والتحول الرقمي لهذه العملات ركائز أساسية في تنفيذ هذا التوجه، كما يعتبر هذا الالتزام بضمان الجودة أمراً في غاية الأهمية لا سيما أن المعهد الوطني يستهدف اعتماد اللجنة الفرنسية لألقاب المهندس.