مرة أخرى، تذيلت المملكة المغربية مؤشراً دولياً يقيس مدى رفاهية الإنسان في كل دولة على حدة؛ فقد احتل المغرب المرتبة ال94 ضمن تصنيف عالمي شمل 152 بلداً، وفقاً لتقرير "تقييم التنمية الاقتصادية المستدامة"، الشهير اختصاراً بSEDA، والذي تشرف عليه مجموعة بوسطن للاستشاراتThe Boston Consulting Group . ويُوفر التصنيف الجديد، الذي أطلق في عام 2012، معطيات حول عدد من المؤشرات التي تسهم في تسهيل عيش المواطن، خصوصا مدى فعالية الدولة في التوزيع العادل للثروة على مواطنيها. وقال معدو التقرير إن "تقييم تطور الرفاهية على مدى العشر سنوات الماضية يأتي بعدما شهد العالم أزمة مالية عالمية وركود اقتصادي خانق"، وأشار المصدر إلى أن التصنيف الجديد لسنة 2018 استخدم بيانات انطلاقاً من سنة 2007 حتى عام 2016. وأوضحت الدراسة أن المغرب استطاع تحسين تمركزه العالمي بخمس نقاط، بالنظر إلى التقدم الكبير الذي تحقق على مستوى الاستقرار الاقتصادي والحكامة الجيدة والبنية التحتية والبيئة؛ غير أن التقدم الحاصل لم يكن سبباً كافياً لوضع المواطن المغربي ضمن خانة الشعوب التي تُحس بالرفاهية المطلقة أو المتوسطة. واعتمد المؤشر على منهجية تنقيط من 0 إلى 100 نقطة لفهم اتجاهات مستويات الرفاهية من الدرجة الأسوأ إلى الأحسن؛ فقد حصل المغرب في مؤشر التعليم على 35.8 نقطة، وفي الصحة على 64.6، وفي التشغيل على تنقيط بلغ 37.3، وفي الاستقرار الاقتصادي 97.6، وفي البيئة 54.6، وفي البنية التحتية 63.2، وفي الحكامة 46.1، وفي المساواة 47.5، أما المؤشر المتعلق بالدخل فلم يتجاوز تنقيط 9.6 نقطة على مائة. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتل المغرب المركز ال12، بعد كل من قطر التي جاءت في المركز الأول، تليها الإمارات وإسرائيل والكويت والبحرين والسعودية، ثم عمان وتركيا والأردن وإيران والجزائر، فيما تذيل الترتيب على مستوى المنطقة كل من لبنان ومصر والعراق واليمن. في مقابل هذا التأخر، تقدمت البلدان الإسكندنافية صدارة مؤشر رفاهية الإنسان بحولها في المراتب الأولى، تتقدمها كل من النرويج وسويسرا وإيسلندا ولكسمبورغ والدانمارك وسنغافورا وفنلندا والنمسا، ثم هولندا وإيرلندا وألمانيا. وفي دراسة مماثلة، أظهر مؤشر سابق للرفاهية أنجزه مكتب دراسات مغربي أن جهة العيون الساقية الحمراء تحتل المرتبة الأولى على الصعيد الوطني، تليها جهة الدار البيضاء–سطات، معتمداً بذلك على عدد من المؤشرات الدولية التي راعت الخصوصيات الوطنية. وجاءت في المرتبة الثالثة جهة الداخلة واد الذهب، ثم سوس ماسة، تليها كلميم واد نون، وجاءت بعدها طنجةتطوانالحسيمة، متبوعة بفاس مكناس، ثم مراكشآسفي، والشرق، ثم درعة تافيلالت، لتحتل بني ملال أسفل الترتيب. وكان آخر تقرير دولي للرفاهية العالمي، الذي يصدره معهد ليغاتوم البريطاني، قد وضع المغرب في المرتبة ال97 من أصل 149 دولة.