خرجت الحكومة الموريتانية عن صمتها لترد رسمياً على التصريحات المُسيئة إلى رموزها الوطنية التي أدلى بها محمد ولد السالك، المسمى "وزير خارجية" في جبهة البوليساريو الانفصالية، وأكدت أن "مواقف الشخصيات التاريخية في البلد شأن داخلي". وكان القيادي في التنظيم الانفصالي فجر غضب الموريتانيين بعد تصريحات أدلى بها في ندوة صحافية، على هامش انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، اتهم فيها رموزا موريتانية ب"خيانة بلدها لصالح المغرب". وهاجم ولد السالك، في لقاء مع الصحافة، قيادات موريتانية تاريخية بعدما طرح عليه أحد الصحافيين الموريتانيين سؤالاً حول الاضطهاد الذي يتعرض له مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المنفي في موريتانيا، وحاول التهرب من السؤال بقوله إن "ولد سلمة لم يتعرض للاضطهاد"، وإنه "يدعم المغرب، وهذا حقه"، قبل أن يضيف: "ألم يخُن بعض القادة المشهورين الموريتانيين في التاريخ وذهبوا إلى المغرب وقالوا إن موريتانيا مغربية؟". وفي أول اجتماع وزاري بعد انتهاء القمة الإفريقية الأخيرة، تداولت الحكومة الموريتانية رسمياً في تصريحات القيادي في الجبهة الانفصالية؛ إذ أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية وزير الثقافة، محمد الأمين ولد الشيخ، أن "مواقف الشخصيات التاريخية في البلد شأن داخلي، ولا مجال للآخرين في رصد وتقييم الشخصيات الوطنية وما إذا كانت قد أخطأت في مواقفها السياسية". وتابع المسؤول الموريتاني، في مؤتمر صحافي، بأن "الموريتانيين وحدهم من يحق لهم تقييم الأفعال الصادرة عن الشخصيات التي اتهمها وزير خارجية البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، ب"الخيانة""، مورداً أن "أحمدو ولد حرمة ولد ببانه ومحمد فال ولد عمير والداي ولد سيدي بابه.. شخصيات موريتانية ولا يحق لغير الموريتانيين تقييمها". ويرى مراقبون أن تداعيات التصريحات يُرتقب أن تُخيم على الاعتراف الخجول لدولة موريتانيا بكيان "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" المعلن في تندوف، رغم الاعتذار الذي قدمه محمد سالم للشعب الموريتاني عن الإساءة التي ألحقها بعدد من قيادات شنقيط، وقال في تصريح صحافي: "أقدم اعتذاري لكل الذين سببت لهم تصريحاتي قلقا أو اعتبروها إساءة"، وأضاف: "إذا صدرت عني زلة لسان، فأنا أعتذر لكم". في الصدد ذاته، كشفت مصادر إعلامية موريتانية أن "محمد سالم ولد السالك لم يغادر نواكشوط رغم انتهاء القمة الإفريقية ال31، ومغادرة جميع ملوك ورؤساء ووزراء خارجية الدول المشاركة في أشغال القمة". ورجحت المصادر ذاتها أن يكون المسؤولون الموريتانيون عقدوا اجتماعات مع ولد السالك للتعبير له عن احتجاج نواكشوط على تصريحاته الأخيرة. وكان وزير خارجية موريتانيا بعث بإشارات إيجابية إلى الرباط، بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين، وقال في تصريح لمجلة "جون أفريك" الفرنسية: "نحن قريبون جدا من النزاع في الصحراء، ونرغب في إيجاد حل سريع له في أقرب وقت ممكن". وأضاف المتحدث: "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأنه يؤثر على المنطقة برمتها ويعيق بناء المغرب العربي، ويزيد من تفاقم أوضاع شعب الصحراء نفسه".