انكسارات قد لا يسلم منها أحد منا، تصيبنا بدون وعي منا بأسبابها وزمنها ولم حصلت ولم لم تحصل ! انكسارات قد لا يكون بعدها نهوض أو تعاف، لأنها عصفت بأشجار الأمل التي تنثر التشبث بالحياة..! قد تكون قوية تقصف جدران أعمارنا فتحيلها خرابات ، وصوامع مشوهة ، ومدن خالية لا تسمع فيها صلوات أو آذان ! وقد تكون خفيفة تتتالى على كياناتنا حتى تعتمل في نفوسنا تراكيب من طبقات حزينة سوداء مطبقة ، تغلف جدران حياتنا فتحيلها أمواجا من غضب وفشل ! صدمات وهزات وانكسارات يبلغ صداها ومداها أعماق ما يختلجنا من أفراح ، وما أذاقتنا فيه من أتراح أغلقت منافذ النور داخلنا ، وأحالتها غرفا سوداء كالحة لا تعرف زواياها ، تنعزل عنا وعن الآخرين بآماد بعيدة ومسافات قد لا تنضبط ببعد الزمان والمكان ، ولا تبشرنا برحلة النور خارج ذواتنا ! تصدعات ، وردود، ورضوض، وأقفال وسراديب، ونتوءات، وأقفاص، نشيج وبكاء، أحزان ، وآهات، كل هذا تتحمله مضغ صغيرة بصبر وأناة ، وتنبض رغم خفوت نبضها ، وتضخ دماء الحياة في شرايين الصحراء القاحلة الموحشة الباردة ! كل انكسار يتبعه نهوض ! والضربات مهما كانت قوية يكون التعافي منها قويا بقدر قوتها وقسوتها ، والنهوض بعدها ممكنا ! يكفي أن تبقى قلوبنا تنبض ، ونسيم الحياة يخترق رئاتنا ، فالنهوض ليس محالا ، والحياة والبعث بعد الممات حق وعقيدة ...!