فشلت جبهة البوليساريو، اليوم الخميس، في حشد "انفصاليي الداخل" وسط شوارع مدينة العيون التي حل بها هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء، في خطوة كان يُراد منها إحراج السلطات المغربية للتشويش على برنامج الزيارة. ووصل كولر إلى مطار العيون الحسن الأول على متن طائرة بعثة الأممالمتحدة، ووجد في استقباله يحظيه بوشعاب، والي جهة العيون، وحمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس البلدي للعيون، وسيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، مولود علوات، رئيس المجلس الإقليمي. وعقد موفد الأمين العام للأمم المتحدة لقاءات موسعة مع منتخبين وبرلمانيين وأعيان بالمناطق الصحراوية، كما يرتقب أن يلتقي قيادات بعثة المينورسو بالمدينة ذاتها، قبل أن يتوجه غداً إلى مدينة السمارة للوقوف عن كثب عن سير عمل البعثة الأممية، ثم إلى الداخلة. وبالرغم من أن جبهة البوليساريو الانفصالية عمدت منذ حوالي أسبوع، عبر منابرها الإعلامية ومختلف وسائط التواصل الاجتماعي، إلى دعوة انفصاليي الداخل في الأقاليم الجنوبية خصوصا بالعيون، إلى التظاهر في وقت موحد مساء يومه الخميس، تزامناً مع حلول كولر بالمدينة؛ فإن مصادر هسبريس أكدت أن خطط التنظيم باءت بالفشل، بالنظر إلى المنهجية التي اعتمدها المسؤول الأممي، والتي خالفت ما دأب عليه كريستوفر روس، الوسيط السابق. وأوضحت المصادر ذاتها أنه خلافاً لما روّجت له بعض الجهات الانفصالية، فإن كولر "لم يتصل بجمعيات المجتمع المدني، لا تلك المحسوبة على الطرف الانفصالي أو المدافعة على مغربية الصحراء"، ولفتت مصادرنا إلى أن كولر نهج استراتيجية جديدة مغايرة لروس الذي كان فريقه يتصل بشكل شخصي بالجمعيات كلما حل بالمنطقة. وأوردت مصادر مطلعة أن "البوليساريو كانت تعول على أن يلتقي كولر بالجمعيات التابعة لها داخل مقراتها بالعيون، ولكنه رفض ذلك. كما رفض الإفصاح عن أجندته؛ وهو الأمر الذي بعثر حسابات انفصاليي الداخل". وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن جمعيات المعطلين بالصحراء رفضت أيضاً الاستجابة لنداءات البوليساريو بشأن التظاهر اليوم الخميس، باستثناء جمعية واحدة تُدعى "القسم" احتجت تزامناً مع وجود كولر في المدينة. وحول ما تروج له جبهة البوليساريو بخصوص وجود حملة من الاعتقالات طالت نشطاء الجبهة قبل وصول كولر، قالت المصادر نفسها إنه "جرى اعتقال شخصين أثارا الفوضى وسط الشارع، كما أن الجهات الداعية إلى التظاهر لم تعلن عن نفسها ولم تضع أي إشعار بالاحتجاج لدى السلطات". مقابل ذلك، قال محمد سالم لكحل، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون، إن المدينة شهدت إنزالاً أمنياً مكثفاً قبل قدوم المبعوث الأممي بساعات، مشيراً إلى أن "الجهات الداعية إلى الاحتجاج لا يُمكن أن تضع تصاريح للاحتجاج بالنظر إلى طبيعة الأوضاع بالمدينة". وأضاف الناشط الحقوقي، في تصريح لهسبريس، أن "اعتقالات طالت عددا من النشطاء الصحراويين؛ ضمنهم شباب صغار وقاصرون جرى تقديمهم أمام وكيل الملك، وتم إطلاق عدد منهم والتمديد بالحراسة النظرية لآخرين".