في سادس أمسياته السمرية، نقل الفنان التّونسي صابر الرباعي جُمْهُور منصة النّهضة إلى ليالي قرطاج، في حفل أحياه ضمن فعاليات الدّورة السّابعة عشرة من مهرجان "موازين إيقاعات العالم". وأخذ الرباعي جُمهوره في جولة استحضر فيها ريبرتواره الغنائي، الذي افتتحه بأغنية "يا عسل"، و"مثلت الحب" و"وكلت عليك ربي"، قبل أنْ ينتقل إلى ألوان موسيقية أخرى تنهل من الإيقاعات الخليجية، والتي تفاعل معها الجُمهور بترديد كلماتها، بعدما جرى الترحيب به على الطريقة المغربية. صابر، الذي سطع نجمه في سمَاء الأغنية العربية، خاطب جمهوره المغربي والجالية العربية التّي حجت لمُتابعة سهرته بمهرجان موازين قائلا: "شكراً لإدارة المهرجان على دعوتها للقاء الجُمهور المغربي مرة أخرى، وإن شاء الله سيظل المغرب بخير وأمان". وأشاد الرباعي في حديثه لهسبريس بالأصوات الشبابية المغربية، ومنها الفنان بدر سلطان الذي تعرف عليه صابر عن قرب، وقال عنه: "هو من الأصوات الجميلة، وسبق أنْ تحدثنا عن مشروع عمل مشترك، وأتمنى أنْ تكتمل هذه المفاجأة"، وتابع: "الأغنية المغربية تستحق الْيَوْمَ أنْ تخرج من محميتها لأنّها تطورت كلمة ولحنا، ناهيك عن الأصوات التّي تكشفها برامج اكتشاف المواهب، فهي حقاً تستحق الوصول إلى العالمية". ودعا الفنان التونسي الجيل الجديد من الفنانين إلى مُواكبة التطور الموسيقي، وقال: "التمسك بلون غنائي واحد والاستمرار فيه إلى ما لا نهاية يُؤثر سلباً على مسار الفنان. الفنان الذكي فهو الذي يُمسك العصا من المنتصف، يُواكب اللون الغنائي الذي يحبه جيله، مع إضافة اللون المعاصر كنوع من التغيير". وفِي تقييمه لتجربة برنامج اكتشاف المواهب، يقول صابر: "تجربة رائعة ومثمرة، سعدت خلالها بالتعاون مع كبار نجوم الغناء العربي، وقدمنا نخبة من الشباب الموهوبين الذين اشتهروا في الساحات الغنائية بأصواتهم الجميلة. وأتمنى التوفيق للجنة الجديدة في الموسم الجديد"، وتابع: "لو أتيحت لي الفرصة مرّة أخرى يُمكنني أنْ أخوض التجربة من جديد". وعلق الرباعي على تقييم نجاح الأغاني بنِسَب المُشاهدة قائلا: "ما يُسمى نسبة المشاهدات على المنصّات الموسيقية ليس مقياساً، لأن الأغنية التي لا تصل إلى الناس عامة وتُغنّى في الحفلات وعلى المسارح لا يمكن أن يقال عنها ناجحة. هذه المشاهدات يتخللها نوع من اللَّبس ويدور حولها لغط كوسيلة للترويج لأي عمل فني، ومن هذا المنطلق لا أعتبرها مقياساً وحيداً لنجاح الأغنية".