فَرْحَة عامرة عَلَتْ وجوه جُمْهُورِ مِنصة أويليم السويسي بمهرجان موازين، بمُجرد دخول الرابور فرانش مونتانا، الأمريكي ذي الأصول المغربية، إلى الخشبة التي جَعَلَتْ عرُوضها الحاضرين يَهْتَزُونَ بشكل هستيري تفاعلا مع افتخار الفنان العصامي بأصوله المغربية، إثر تَرْدِيدِهِ لأسماء مُدن مغربية بطلاقة وهُتَافِهِ باسم الملك محمد السادس خلال فترات "الشو". فرانش مونتانا، الذي تَأَخَرَ عن العرض بما يقارب الساعة والنصف من الزمن، عَوَّضَ جُمهوره الذي ظل مُرَابطا بالمكان إلى أن اعتلى المنصة بأغان قديمة وجديدة من ريبيرتواره الغنائي الحافل، من قبيل "فايموس" و"إنفوركتابل" و"ويلكوم تو ذ بارتي"، ليجعل الشباب واليافعين الحاضرين في حالة انتشاء كبيرة بالعرض المقدم. ولم يُفَوِّت الرابور الأمريكي فرْصَة وجوده بموطنه الأصلي لكي يبادل الجمهور بعض العبارات والجمل بالدارجة المغربية، مطالبا القادمين من مدينة الدارالبيضاءمسقط رأسه بالتفاعل معه، إحياء للروابط الكبيرة التي تجمعه بالمدينة التي رأى فيها النور سنة 1984، قبل أن يُهاَجِرَ صوب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشَجّعَتْ أغاني فرانش مونتانا كل الحاضرين على خوض مغامرات التجديد والانفتاح على العالم المتغير، حيث تغنت بقيم التحدي والمنافسة والبحث عن الأفضل دائما للوصول إلى الأهداف المنشودة، خصوصا أن الفنان الأمريكي يُعدّ مثالا حيا للعِصَامية ونُكران الذات، إذ وصل أمريكا في سن 13 برفقة أبويه، وشق مسارا حافلا توج بالنجاح الذي يحصده الآن. وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع فرانش مونتانا، ودعاه إلى إعادة زيارة المغرب مجددا لتقاسم ساعات من الجو الصاخب والاستمتاع بموسيقى الراب السريعة، والتي يشارك شباب الألفية الجديدة من خلالها مشاكلهم وهمومهم المرحلية، حيث تُسَاعِدُ على تفجريها في قالب موسيقي مليء بالإيقاعات ومفعم بالألحان الإلكترونية. وظل فرانش مونتانا في حركة دائمة على المسرح جعلته قريبا من الجمهور المحيط بجنبات المنصة، حيث يَقِيْسُ باستمرار تفاعل الحضور معه من خلال الترديد والرقص المتبادل وطلب التعاطي بشكل أكبر مع أغانيه، التي لاقت استحسان الحاضرين من مختلف الشرائح العمرية وكذا الجنسية، إذ تقاطر العديد من الطلبة الأفارقة العاشقين لفرانش مونتانا بدورهم على منصة السويسي. تجدر الإشارة إلى أن منصة أويليم السويسي ستحتضن عروض العديد من النجوم العالميين؛ أبرزهم الأمريكي نيكسا، وذشينسموكر، وبرونو مارس، والفنان البورتوريكي لويس فونسي، الذي تنتظره الجماهير المغربية بشغف كبير.