في سابقة من نوعها، ستستقبل الرباط خلال الأيام المقبلة اجتماعا جهويا للمدراء السياسيين للتحالف الدولي ضد "داعش"، سيخصص لمناقشة تهديد هذا التنظيم في إفريقيا، ويضع أجندة لسبل التغلب عليه بمختلف أقطار العالم. وبحسب ما أعلنت عنه الخارجية الأمريكية، فإن بريت ماكغريك، المبعوث الخاص للائتلاف العالمي لمحاربة "داعش"، سيقود وفدا إلى الرباط لحضور الاجتماع الذي سيعقد يوم الثلاثاء المقبل، قائلة: "هذا الاجتماع سيكون فرصة للشركاء في التحالف لمناقشة الخطوات المقبلة لضمان أن داعش يواجه هزيمة دائمة في العراق وسوريا، وسبل تسريع النهج الجماعي لهزيمة طموحاته العالمية". وأبرزت الخارجية الأمريكية ضمن بيان لها، توصلت هسبريس بنسخة منه أن الاجتماع سيركز بشكل خاص على وجود "داعش" في أفريقيا، ويتضمن مناقشة مفصلة لأولويات جهود التحالف المتعددة، بما في ذلك الاستقرار، والمقاتلون الإرهابيون الأجانب، وتمويل مكافحة الإرهاب، والرسائل المضادة. من جانبها، أوضحت الخارجية المغربية أن الاجتماع سيعرف مشاركة أكثر من 50 وفدا يمثلون دولا من التحالف وكذا دولا إفريقية معنية ومنظمات جهوية ودولية، مشيرة إلى أن "هذا الاجتماع يعكس الالتزام المتواصل للمغرب للمساهمة في جهود المنتظم الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، كما يعتبر انعقاد هذا اللقاء في المغرب اعترافا إضافيا بالتزام المغرب ودفاعه عن مقاربة تضامنية من أجل إفريقيا للتصدي للتحديات الأمنية، خاصة التهديد الإرهابي". وأوضح المصدر نفسه أن الاجتماع يهدف إلى "تعميق المشاورات حول تطور التهديد الإرهابي في إفريقيا وتدارس السبل الإضافية من أجل تنسيق ودعم جهود الدول الإفريقية في هذا المجال". يذكر أن التحالف الدولي ضد "داعش" تشكل في شتنبر 2014، ويلتزم أعضاؤه، البالغ عددهم 75، بالتصدي للتنظيم الإرهابي على كافة الجبهات، والعمل على هدم شبكاته والوقوف أمام طموحاته بالتوسع العالمي. وإلى جانب الحملة العسكرية في كُلٍ من العراق وسوريا، يتعهّد التحالف بمواجهة البنية التحتية المالية والاقتصادية لتنظيم "داعش" وعرقلتها، والتصدي لتدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود، ودعم الاستقرار وإعادة الخدمات العامة الأساسية إلى المناطق المحررة من قبضته، ومواجهة دعايته.