خَلفت مباراة المنتخب الوطني المغربي أمام نظيره البرتغالي، برسم ثاني الجولات من المجموعة الثانية، لغطا كبيرا بسبب المستوى الذي ظهر به الحكم الأمريكي مارك غيغر خلال المباراة، والقرارات التي اعتبر العديد من المتابعين أنها كانت ظالمة في حق رفقاء المهدي بنعطية، وغيّرت مجرى اللقاء بشكل كبير، إذ إن الحكم الأمريكي لم يكلّف نفسه حتى العودة إلى تقنية "الفيديو" من أجل التأكّد من صحة قراراته. وأشار الناخب الوطني هيرفي رونار بعد المباراة إلى أن التحكيم لم يكن في الموعد، إذ طالب بإعادة مجموعة من اللقطات، بما فيها لقطة الهدف التي منحت الفوز للمنتخب البرتغالي، ومن ثمّة يمكن الحُكم بشكل عادل، الأمر نفسه أكّده لاعب المنتخب الوطني نبيل درار، الذي تساءل بدوره عن جدوى تقنية "الفيديو" في مباراة البرتغال إن لم يعد الحكم لها من أجل التأكد من صحة القرار من عدمها. وقال في الندوة الصحافية التي تلت المباراة: "الحكم لم يعلن خطأ سبق هدف رونالدو..الدفع كان واضحا..ربما هذه التقنية لم تحدث لخدمة جميع الفرق بشكل متساو، وأنا ضدها بالأساس". ولم يستسغ الشارع المغربي الهزيمة المريرة التي تعرّض لها "أسود الأطلس" في مباراة الأربعاء، بعد الأداء الجيّد الذي بصمت عليه عناصر النخبة، موجها في الوقت نفسه أصابع الاتهام إلى الحكم الأمريكي في هزيمة وإقصاء المنتخب المغربي من هذه المنافسة. وأكّد الحكم الدولي السابق منير مبروك، في تصريح خاص لجريدة "هسبورت"، أن الحكم الأمريكي مارك غيغر لم يوفّق في المباراة، رغم تجربته الكبيرة في ميادين كرة القدم، بعد عدم إعلانه ضربتي جزاء لصالح المنتخب الوطني، بالإضافة إلى عدم إعلانه مجموعة من الأخطاء لصالح عناصر النخبة الوطنية طوال المباراة. وأوضح المتحدّث ذاته أن حكام "الفيديو" لم يتدخّلوا طوال المباراة من أجل تنبيه الحكم الرئيسي إلى وجود ضربتي جزاء صحيحتين لصالح المنتخب الوطني، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه هي المرة الأولى في "المونديال" التي لم تستعمل فيها تقنية "الفيديو"، ما يثير مجموعة من علامات الاستفهام حول عدم استخدمها رغم الأخطاء المتكررة التي قام بها الحكم الأمريكي مارك غيغر، مضيفا أن من الواجب على قاعة المراجعة "var" تنبيه الحكم في حالة وقوع حادث من هذا القبيل، إذ ليس من حق الحكم التدخل من أجل إعادة اللقطة، بل إن حكام "الفيديو" هم من عليهم إعلامه بوجود الخطأ. وأوضح الحكم الدولي السابق أن الحكم أخطأ في قراره بعدم احتساب ضربة جزاء لصالح المنتخب الوطني في الدقيقة 30 من عمر الشوط الأول، وذلك بعد أن عمد المدافع البرتغالي جوزي فونتي إلى دفع اللاعب خالد بوطيب من الخلف داخل منطقة العمليات، ما يتعين معه إعلان ضربة جزاء لصالح المهاجم المغربي، بالإضافة إلى تغاضيه عن احتساب ضربة جزاء ثانية لصالح النخبة الوطنية في الدقيقة 78، بعد أن لمس المدافع البرتغالي "بيبي" الكرة بيده داخل منطقة العمليات، ما أدى إلى تغيير مسار الكرة، وهو الأمر الذي يستدعي إعلان الحكم عن "بينالتي" لصالح المنتخب الوطني. في المقابل أكّد مبروك أنه لا توجد أي ضربة جزاء لصالح اللاعب نور الدين أمرابط في الدقيقة 26 من عمر الشوط الأول، لكون اللاعبين قاما بجر قميص بعضهما البعض في التوقيت نفسه؛ بالإضافة إلى عدم وجود أي ضربة جزاء لصالح المنتخب المغربي في الدقيقة 63، رغم لمس الكرة يد أحد لاعبي المنتخب البرتغالي في مربع العمليات، لأنه تم بطريقة عفوية وغير معيقة لاتجاه الكرة. وأضاف منير مبروك أن الحكم تساهل بشكل كبير مع الظهير الأيسر للمنتخب البرتغالي "رافييل غيريرو"، إذ توجب عليه إنذاره في الدقائق الأولى من المباراة بسبب كثرة تدخّلاته القوية والعنيفة في حق لاعبي المنتخب الوطني المغربي، إلا أنه تأخّر في إشهار البطاقة الصفراء في وجهه. جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أصدر بلاغا أمس الخميس، نفى فيه تماما أن يكون الحكم الأمريكي مارك غيغر، الذي أدار مواجهة البرتغال والمغرب (1-0)، سأل مدافع الفريق الأوروبي بيبي عما إذا كان بإمكانه الحصول على قميص كريستيانو رونالدو. وأوضح "فيفا" في البيان أنه تقصى الحقائق عقب انتشار هذه المعلومات في وسائل الإعلام العالمية، وأبرز أن الحكم "نفى تماما هذه الأقاويل، وأكد أنه لم يطلب ذلك على الإطلاق". وأدان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الاتهامات المزعومة التي صدرت عن عضو بالمنتخب المغربي" وذكر أن الحكام "لديهم تعليمات واضحة في ما يتعلق بسلوكهم وتعاملهم مع الفرق في مونديال روسيا، ويمكن التأكيد أن السيد غيغر أدار المباراة بشكل نموذجي واحترافي". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com