حل محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني، ضيفا على وزير النقل والشؤون البحرية في حكومة مونتينغرو، عصمان نوركوفيتش، في جلسة جديدة للنقاشات الرامية إلى تقوية العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون بينهما في مجالات عديدة تلقى الاهتمام المشترك. وتعد جلسة اليوم الخميس، في "فيلاّ غوريتسَا" المخصصة لاستقبال كبار الشخصيات الوافدة على جمهورية الجبل الأسود، الثانية من نوعها بين الرباط وبودغوريتسا؛ إذ سبق للوزير محمد ساجد أن التقى عددا من وزراء مونتينغرو، شهر شتنبر الماضي، بحثا عن تبادل الخبرات وإعداد تصورات واضحة لشراكة مميزة. كما شارك في هذا الموعد من جانب مونتينغرو، على الخصوص، كاتب الدولة معمر حاجداربازيتش، والمدير العام للطيران المدني، زوران كوستيش، وبيلسانا بيبيتش، المستشارة بمديرية التعاون الدولي في وزارة النقل والشؤون البحرية. أما الجانب المغربي، فقد ضم، في هذه المناسبة، محمد أمين بلحاج، سفير المغرب في كل من صربيا ومونتينغرو، وإسماعيل حجي، مدير ديوان وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني، وعبد الله العدناني، مدير مؤسسة دار الصانع. وقال وزير النقل والشؤون البحرية عصمان نوركوفيتش، في تصريح صحافي عقب اللقاء، إن "تنظيم أسبوع للصناعة التقليدية بالعاصمة بودغوريتسا يمثل خطوة إضافية لتقريب شعب الجبل الأسود من المغرب والمغاربة، خاصة أن الرهان على الصناعة التقليدية بهذا الشأن يعتبر رهانا على ما تحمله هذه الممارسة من حمولة ثقافية ضاربة في القدم". وأضاف المسؤول الحكومي نفسه أن "بقاء مجموعة من أمهر الصناع التقليديين المغاربة أسبوعا في بودغوريتسا، وسط المدينة، عارضين أجمل أعمالهم ومجيبين على كل أسئلة الزوار، أمر بمقدوره الرفع من منسوب التعارف بين هاتين الهويتين المتوسطيتين"، في تعليق منه على احتضان "ساحة الجمهورية" تظاهرة "أسبوع الصناعة التقليدية المغربية" من 21 إلى 28 يونيو الجاري. "تقوية العلاقات بين البلدين أفضت إلى التفكير في الوصل بينهما بخط جوي مباشر، وقد تم المرور إلى المسطرة التشريعية في مونتينغرو، بعدما تم التوصل إلى حلته النهائية، لوضع آخر اللمسات عليه قبل بلوغ مرحلة التطبيق"، يقول الوزير نوركوفيتش قبل أن يزيد: "الاتفاق يبتغي تحقيق مكتسبات أكبر للناقلين الجويين الوطنيّين في المغرب والجبل الأسود، وتمكينهما من القيام بربط مباشر بين الدولتين فتحا لسبل التعاون الاقتصادي الأعمق، بتركيز على الأداء السياحي، وإبراز الإصرار على الدفع قدما بالعلاقات المشتركة نحو الأمام". وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني، محمد ساجد، قال في أعقاب هذا اللقاء: "تم الوصول إلى الاتفاق النهائي في مجال النقل الجوي بين المغرب ومونتينغرو، وهو ما يسمح باشتغال مشترك على مستوى الخطوط والسلامة الجوية، كما أننا نطلق أسبوعا ثقافيا مغربيا هنا وفاءً بما التزمنا به سابقا مع سلطات الجبل الأسود لدعم التقارب، بحضور وازن للصناع التقليديين إلى جانب المميزات المغربية في الطبخ والموسيقى والأزياء". وأضاف ساجد، ضمن تصريح لهسبريس في بودغوريتسا، أن الإطار العام للتعاون في النقل الجوي بين المغرب والجبل الأسود يتيح لشركتي "لاَرام" و"مونتينغرو إيرلاينز" تصورا واضحا لربط البلدين بطائراتهما، خاصة أن مضمونه يتناول الطيران المدني والسلامة الجوية وتنظيم عدد من الرحلات المتبادلة، وأيضا إمكانية استعمال "الكوتشير" في المملكة ومونتينغرو. وشدد المسؤول الحكومي المغربي، عقب جلسة العمل مع عصمان نوركوفيتش، وزير النقل والشؤون البحرية في حكومة بودغوريتسا، على أن تركيز المملكة ينصب بشكل وازن على بلدان أوروبا الشرقية التي تتوفر على علاقات سياسية متميزة مع الرباط، رغبة في تجويد العلاقات الاقتصادية حتى تصل إلى المستوى العالي للروابط السياسية. "العمل في ميادين السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي قادر على إنشاء ظروف ملائمة لتقوية التبادلات التجارية والاقتصادية لتصل إلى درجات متطورة، ومنها هذه الخطوات التي تسير على درب العلاقات الطيبة القائمة بين المغرب ومونتينغرو، والتي سيتم إغناؤها من طرف رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، الأسبوع المقبل، لتكوين لجنة صداقة برلمانية تضم منتمين إلى المؤسستين التشريعيتين في كلا البلدين".