لطالما كان تانتان جريئا وها هو اليوم يخوض المغامرات التي أعدها له ستيفن سبيلبرغ بالأبعاد الثلاثية على خطى إنديانا جونز. منذ زمن بعيد، وسبيلبرغ يحلم بأن يقود مراسل "لو بوتي فاتييم" إلى الشاشة الكبيرة. وكان قد اتصل منذ العام 1983 بإرجيه الذي أبدى حماسة لفكرة التعاون هذه. لم يلتق المخرج الأميركي يوما بالرسام البلجيكي بسبب وفاة هذا الأخير المبكرة، لكن المشروع مضى قدما ليؤدي إلى ساعة و 47 دقيقة من المغامرات الساحرة ينصهر فيها الممثلون والخيال المتحرك من خلال التكنولوجيا الحديثة. ويحترم الفيلم الذي يحمل عنوان "ذي أدفانتشرز أوف تانتان - ذي سيكريت أوف ذي يونيكورن 3 دي" ارشادات التنسيق التي اتبعها إرجيه في قصصه المصورة. ومن المتوقع أن يعرض في الكثير من الصالات الأوروبية ابتداء من 26 تشرين الأول/أكتوبر وفي أميركا الشمالية خلال موسم الاعياد في نهاية السنة. ويستوحي السيناريو من القصص الثلاث الأولى لمغامرات تانتان وهي "لو كراب أو بانس دور" و"لو سوكريه دو لا ليكورن" و"لو تريزور دو راكام لو روج". تنطلق المغامرة في سوق للبضائع المستعملة في بروكسل عندما يشتري هذا المراسل (الذي أبصرت شخصيته النور في العام 1929) نموذج سفينة "لا ليكورن"، الأمر الذي يخلق حوله على الفور موجة من الأحداث العنيفة. ويتجه المراسل مع كلبه "ميلو" بالتأكيد، إلى المغرب على متن سفينة "كارابودجان" بقيادة القبطان المخيف ساخارين المقتنع بأن تانتان يملك مفتاح اللغز الذي سيوصله إلى كنز سفينة "لا ليكورن" في قاع البحر. وفي إحدى المقصورات، يتعرف تانتان إلى القبطان السكير هادوك الذي سوف يرافقه في مغامراته. وتنشأ بينهما صداقة وطيدة تسمح للقبطان بالإقلاع عن إدمانه واستعادة ثقته بنفسه. على زورق محطم وفي طائرة مائية تحترق وعلى دراجة نارية تحت وابل القصف، يواجه الصديقان الأحداث والأشرار بكل شجاعة. ويلعب ممثلون حقيقيون شخصيات الفيلم من أمثال جيمي بيل (الذي كان في السابق يلعب دور بيلي إيليوت) في دور تانتان ودانيال كريغ في دور ساخارين وجاد المالح في دور بن صلعد. ثم يخضع الممثلون لتحول رقمي على الكمبيوتر وينصهروا في التصاميم التي تحيي أجواء قصص إيرجيه المصورة. وقد استخدمت هذه التقنية القاضية بتتبع الحركة والتقاطها والمعروفة ب "موشن كبتشور" لتجسيد سكان كوكب "باندورا" الزرق في فيلم "أفاتار" وشخصية غولوم في فيلم "ذي لورد أوف ذي رينغز". في الواقع، كان بيتر جاكسون مخرج "ذي لورد أوف ذي رينغز" الذي انضم إلى سبيلبرغ في فيلم "ذي أدفنتشرز أوف تانتان" واعتمد في البداية هذه التقنية للكلب ميلو هو من اقترح استخدامها للفيلم برمته، على حد قول فيليب لومبارد مؤلف كتاب "تانتان وإرجيه والسينما" (دار نشر "ديموكراتيك بوكس"). فهذه التقنية تسمح بتجسيد الشخصيات وفقا للصور التي رسمها إرجيه مع المحافظة في الوقت عينه على انفعالات الشخصيات.