يأمل المنتخب المصري في تصحيح المسار عندما سيواجه نظيره الروسي المفعم بالحماس وسط أنصاره، في المباراة التي ستجمع بين الفريقين اليوم الثلاثاء في ثاني أدوار المجموعة الأولى بمونديال روسيا 2018 على ملعب كريستوفسكي في سان بطرسبرغ. ويتصدر "الدب" الروسي المجموعة الأولى بثلاث نقاط بعد فوزه العريض على السعودية بخماسية نظيفة، بينما مُني الفراعنة بخسارة "مريرة" على يد أوروغواي بهدف نظيف. وينتظر أن يستعيد المنتخب المصري عنصر القوة الأساسي له، محمد صلاح، هداف ليفربول، اليوم للعب كأساسي في تشكيلة المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر، بعدما جلس على مقاعد البدلاء أمام "السيليستي" لاستكمال مرحلة تعافيه من إصابة الكتف التي كان قد تعرض لها منذ ثلاثة أسابيع. وستعني عودة صلاح منح الشراسة الهجومية التي افتقدها الفريق الإفريقي أمام أوروغواي، حيث لم ينجح الثلاثي مروان محسن ومحمود حسن "تريزيجيه" وعمرو وردة في تعويض غيابه، ليعتمد الفريق على غلق الخطوط الخلفية بهدف الخروج بنقطة تعادل أمام أوروغواي، التي باغتته بهدف قبل نهاية الوقت الأصلي من المباراة بدقيقة واحدة من رأسية لخوسيه ماريا خيمينيز. وسيتحتم على الفريق المصري، إذا ما أراد الحفاظ على حظوظه للتأهل إلى دور الستة عشر، البحث عن نتيجة إيجابية أمام الروس، الذين سيلعبون بمزيد من الثقة بالتأكيد بعد انتصارهم العريض في المباراة الافتتاحية، ليزيلوا كل الانتقادات التي واجهت الفريق قبل البطولة على خليفة نتائجهم السلبية في المباريات الودية. وقد لا يفيد التعادل المنتخب المصري كثيرا، نظرا لأنه سيكون بحاجة إلى فوز عريض على السعودية في المواجهة الأخيرة بدور المجموعات مع انتظار سقوط روسيا أمام أوروغواي، إذ إنه حال تعادل فريقين في عدد النقاط يتم اللجوء إلى عدد الأهداف التي سُجلت أولا. وينتظر أن يعود كوبر إلى الاعتماد على محمد الشناوي في حراسة عرين "الفراعنة"، بعد تألقه اللافت في المباراة الأولى وحصوله على جائزة أفضل لاعب على حساب نجوم أوروغواي كلويس سواريز وإدينسون كافاني. وقد يؤجل كوبر الدفع بالحارس المخضرم عصام الحضري (45 عاما) لمباراة السعودية، ليدخل حينها تاريخ المونديال بصفته اللاعب الأكبر عمرا الذي يشارك في تاريخ البطولة. كما ينتظر أن يعتمد المدرب الأرجنتيني على تشكيلته التي دفع بها في لقاء أوروغواي، باستثناء إجلاس عمرو وردة والدفع بمحمد صلاح كجناح أيمن، خاصة بعد مشاركة "الملك المصري" في التدريبات بوتيرة أكبر خلال الساعات الأخيرة وتأكيد رامي عباس، وكيل أعماله، بأنه أصبح جاهزا للمشاركة. في حين قد يراهن كوبر أيضا على الدفع بمحمود عبد المنعم "كهربا" للعب كمهاجم صريح بدلا من محسن، الذي لم يظهر أداء مقنعا وشرسا في الهجوم في المباراة الاولى. واستعاد طارق حامد، لاعب الوسط، الذي كان أحد نجوم المنتخب المصري أمام أوروغواي، لياقته ليصبح جاهزا أمام روسيا، بعدما خرج في بداية الشوط الثاني لآلام في الظهر، وقد يكون الحال مماثلا للظهير المخضرم أحمد فتحي، بعد تعرضه لشد عضلي حال دون إكماله مران الأحد. في الجانب المقابل، سيسعى أصحاب الأرض إلى تحقيق انتصار ثان يضمن تأهلهم للدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخهم منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، بقيادة المدرب الوطني ستانيسلاف تشيرشيسوف، الذي كسب تأييد مواطنيه بعد الأداء الرائع أمام السعودية؛ فالفريق الروسي قدم أداء أقنع أنصاره في المباراة الافتتاحية ليحقق أول فوز له منذ أكتوبر 2017 بعد فترة إعداد فشل خلالها في تحقيق انتصار. وينتظر أن يعتمد تشيرشيسوف على العناصر نفسها التي دفع بها أمام السعودية؛ وفي مقدمتهم صاحب الثنائية، دينيس تشيريشيف، المحترف في فياريال الإسباني. وبالرغم من نزوله بديلا اضطراريا عقب إصابة آلان دزاجويف العضلية في النصف ساعة الأولى من اللقاء الافتتاحي، فإن تشيريشيف نجح في خطف الأضواء، حتى من فيودور سمولوف، مهاجم كراسنودار، الذي تعقد عليه روسيا الكثير من الآمال في المونديال. وتأمل روسيا في أن تواصل الاعتماد على دزاجويف، حال ما تأهلت للدور الثاني، بعد تعرضه لإصابة عضلية أمام السعودية، ليتأكد غيابه عن مواجهتي مصر وأوروغواي. كما ينتظر أن يدفع المدرب الروسي بقلبي الدفاع المخضرمين سيرجي إجناشفيتش (38 عاما) ويوري جيركوف (34 عاما) أمام الحارس إيجور أكينفييف، معتمدا على خبرتهما بالرغم من تقدمهما في العمر، ليراهن بهما في مواجهة سرعة نجمي هجوم مصر، صلاح (26 عاما) وتريزيجيه (23 عاما). بينما سيقود خط وسط الفريق الروسي اللاعب الشاب ألكسندر جولوفين، المحترف في سسكا موسكو، والذي سجل هدفا أمام السعودية وصنع اثنين آخرين لكل من يوري جازينسكي وارتيم دزيوبا. وعلى وجه العموم، فهناك اطمئنان داخل روسيا من إمكانية التأهل لدور الستة عشر بعد الانتصار الكبير على السعودية، وتفاؤل بإمكانية اجتياز عقبة مصر؛ لكن بالطبع فقد تخبئ المباراة للجماهير الروسية مفاجآت غير مرجوة، خاصة في ظل وجود صلاح في الجانب المقابل، وهو اللاعب الأفضل في البريميير ليج. *إفي