تعود بيرو لمونديال روسيا 2018 عقب غياب طويل امتد لأكثر من ثلاثة عقود يقطعه الآن الحماس والأمل في تحقيق إنجاز جديد تصبو إليه أيضا الدنمارك التي تعود هي الأخرى للمنافسة بعد فترة ابتعاد دامت ثماني سنوات. وعلى ملعب موردوفيا آرينا في مدينة سارانسك الروسية، سيتواجه اليوم السبت فريقين يعودان للمنافسة الكروية الأعلى مكانة في العالم، لكن بديناميكية مختلفة. ولم يشارك منتخب الدنمارك في مونديال البرازيل 2014 ولا في كأس الأمم الأوروبية 2016 في فرنسا، لكنه نافس في كأس العالم 2010 الذي أقيم بجنوب أفريقيا. لكن في المقابل، يعتبر الأمر بالنسبة لبيرو حدث تاريخي، إذ يعود "البيكولور" للمونديال عقب غياب دام 36 عاما، حيث يعود تاريخ أخر مشاركة له في هذه البطولة لعام 1982 في إسبانيا، تحت قيادة تيوفيلو كوبياس. وتستهل بيرو مشوارها في كأس العالم بمواجهة قوية أمام خصم مستعد، وعلى الأرجح سينافس "البيكولور" على وصافة المجموعة الثالثة التي تضم أيضا فرنسا وأستراليا. سيسعى منتخب البلد اللاتيني الذي يشارك في المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، ليقدم عودة مشرفة وليصل للسقف الذي حققه في مونديال إسبانيا 1982 حين بلغ ربع النهائي في أفضل إنجاز دولي للمنتخب. وهناك العديد من التكهنات بشأن الفريق الذي سيستعين به المدرب الأرجنتني في مواجهة الدنمارك، فقد يراهن جاريكا على كل من لويس أدفينكولا وكريستيان راموس وألبرتو رودريغيز وميغيل تراوكو في الدفاع أمام الحارس بدرو غاييسي. ووفقا لأسلوبه المعتاد، من المرجح أن يعول المدرب الأرجنتيني على لاعبي وسط في الأمام، هما ريناتو تابيا ويوشيمار يوتون. لكن الشكوك تبقى حول خط الهجوم، حيث لم يتأكد بعد ما إذا كان نجم الفريق وقائده بابلو غيريرو سيكون في التشكيلة الأساسية للبيكولور الذي حبس أنفاسه طويلا حين كانت مشاركته في المونديال مهددة بسبب عقوبة الإيقاف لمدة 14 شهرا التي طالت اللاعب بسبب المنشطات. وعلى الرغم من ذلك، تنفست جماهير بيرو الصعداء بعد أن قرر القضاء الفيدرالي السويسري تعليق قرار الإيقاف "مؤقتا" لحين صدور حكم نهائي، ما سمح لقائد الفريق الوطني بالمشاركة في كأس العالم. وعلى أي حال، من المرجح أن يدفع غاريكا بهجوم ثلاثي مع رأس حربة، وهو مركز كان يبدو أنه مقدر لغيريرو، الهداف التاريخي للبيكولور، لكن تألق جيفرسون فارفان، القادر على اللعب في أي مركز هجومي، قد يغير الخطط المبدئية. وقد يدفع غاريكا بلاعب لوكوموتيف موسكو في مركز رأس الحربة، أمام أندريه كاريلو وكريستيان كويفا وإدينسون فلوريس. أما بالنسبة للدنمارك، التي تشارك للمرة الخامسة في المونديال وحققت أفضل إنجاز لها في نسخة 1998 بفرنسا حين بلغت ربع النهائي، على الرغم من أنها اعتادت دائما تجاوز دور المجموعات، يُعتقد أن مدرب المنتخب أجي هاريدي سيستعين بنفس التشكيلة التي فاز بها على المكسيك وديا منذ أيام. ومع ذلك، قد يقوم المنتخب الدنماركي الذي لم يتجرع الهزيمة منذ 15 مباراة رسمية ولم تتلق شباكه أي أهداف منذ بداية 2018، بتغيير تكتيكي على أرض الملعب ويدفع بمثلث هجومي معكوس خلف رأس حربة. التشكيل المتوقع لكل منتخب: بيرو: بدرو غاييسي ولويس أدفينكولا وكريستيان راموس وألبرتو رودريغيز وميغيل تراوكو وريناتو تابيا ويوشيمار يوتون وأندريه كاريلو وكريستيان كويبا وإدينسون فلوريس وجيفرسون فارفان. الدنمارك: بيتر شمايكل وهنريك دالسغارد وسيمون كيير وأندرياس كريستنسن ولارسن وويليام كفيست وتوماس ديلاني وبيوني سيستو ويوسف بولسن وكريستيان إريكسن ونيكولاي يورغنسن.