كشفت دراسة علمية أجريت أخيرًا "أن 40% من أمراض السرطان بما فيها أورام المخ وسرطانات الجلد والبروستاتا والدم، تحدث نتيجة الإصابة بالتهابات فيروسية. ويرى العلماء "أنه إذ ثبت صحة نتائج هذه الدراسة، فإن ذلك سوف يفتح الطريق أمام الحصول على لقاح وقائي ووصفات علاجية يمكن أن تسهم في تحقيق الشفاء من أشكال أمراض السرطان المتعددة". وعلى الرغم من أن السائد في الأوساط الطبية في الوقت الراهن أن هناك بعض الفيروسات التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، لكن الدراسة الأخيرة تشير إلى وجود المزيد من الفيروسات المسؤولة عن الإصابة بالأورام السرطانية". وكان العلماء قد اكتشفوا "أن فيروسات التهاب الكبد الوبائي "بي" و"سي" يمكن أن تسبب سرطان الكبد، وأن فيروس الورم المعروف طبيًا باسم "فيروس الورم الحليمي" يمكن أن يتسبب في الإصابة بمرض سرطان العنق". إلا أن الدراسة الأخيرة التي استعانت باختبارات الحمض النووي "DNA" توصلت إلى أن "الفيروسات يمكن أن تكون وراء الإصابة بنسبة 40% من أنواع السرطان البالغ عددها 200 نوع". ووصف المتخصص في الفيروسات الألماني هارولد زور هاوزن الذي شارك في الكشف عن العلاقة التي تربط سرطان العنق وبين فيروس الورم الحليمي، هذا الكشف العلمي "بأنه بمثابة نقطة تحول". وقال "إنه وعلى الرغم من أن نسبة 20% من الإصابة بالسرطان على مستوى العالم ترتبط بعدد من الالتهابات لكن بعض الملاحظات ذات الصلة بعلم الأوبئة تشير إلى احتمال زيادة هذه النسبة". وأضاف "أن الفيروس يمكن أن يكون السبب في سرطانات الجلد والثدي والأمعاء والرئة". ومن بين نتائج الدراسة الهامة هو اكتشاف "أن سرطان الجلد في أحد أشكاله الشرسة يحدث غالبًا في أعقاب الإصابة بالتهاب الفيروسات المسببة للأورام". كما اكتشف العلماء أيضًا في هذه الدراسة "أن العقاقير المقاومة للفيروسات ساعدت في الحد من النمو السرطاني في المخ لدى الحيوانات بنسبة 70%، الأمر الذي يقدم الدليل على تورط الفيروسات في التسبب بمرض السرطان". وعلى الرغم من ذلك، فإن العلم لم يتوصل بعد إلى الأسباب التي تقف وراء قيام الفيروسات المسببة للالتهابات بمهاجمة الخلية قبل أن تتكاثر وتتوالد. ويرجح العلماء، ولكن من دون دليل علمي واضح، "أنها تختبيء في الخلايا لسنوات عدة قبل أن تبدأ في تدمير تلك الخلايا". وينظر العلماء إلى الكشف الأخير باعتباره "نقطة تحول في إمكان الحصول على لقاحات مضادة للفيروسات الرئيسية الأمر الذي يسهم في الحد من المعاناة بسبب عدد كبير من الأمراض السرطانية".