نجحت لغة التهديد والوعيد التي قادها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ انطلاق حملة الترشح لاستضافة كأس العام لكرة القدم 2026، في حسم الفوز لصالح الملف المشترك بين أمريكاوكندا والمكسيك على حساب العرض المغربي، وهو ما يظهر من خلال فارق التصويت الذي بلغ 69 صوتاً. وخاض الرئيس الأمريكي حملة شرسة عنوانها الأساسي "الترهيب السياسي" ضد الملف المغربي، ملوحاً في أكثر من مرة بسحب الدعم المالي الذي تقدمه بلاده إلى عدد من الدول الفقيرة، وهو ما اعتبره أكثر من متتبع للشأن الكروي بمثابة تأثير مباشر في أصوات الاتحادات الكروية للقضاء على حُلم المغاربة والأفارقة في احتضان أكبر عرس كروي يشهده العالم كل أربع سنوات. وفي وقت خاض المغرب منافسة كروية شريفة، أشرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه على حملة ترهيب الدول، من بينها دول عربية وإفريقية صديقة ومتحالفة مع المملكة المغربية، إذ سبق أن وجه تهديداً مبطناً إلى دول المنطقة التي ربما تعارض الملف المشترك، كما لو أنه يخوض حرباً وليس محطة رياضية عالمية. وقال ترامب قولته الشهيرة: "سيكون من المخجل أن تعارض الدول التي نساندها دائماً عرض الولاياتالمتحدة. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول بينما هي لا تساندنا بما في ذلك في الأممالمتحدة؟". ويرى مراقبون أن الرئيس الأمريكي لجأ إلى "أسلوب الترهيب" للضغط على الدول المصوتة لأنه كان واثقاً بأن الملاعب الكبيرة والبنية التحتية الممتازة لأمريكاوكندا والمكسيك وحدها غير كافية لحسم نتائج التصويت. تهديدات ترامب لم تقف عند هذا الحد، بل ربط استضافة الملف الثلاثي لبلاده بالعلاقات التجارية والاتفاقيات الثنائية لواشنطن القائمة مع عدد من العواصم الإفريقية، إذ دعا في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النيجيري، محمدو بوهاري، جنوب إفريقيا ونيجيريا إلى دعم الملف الأمريكي الشمالي، لاستضافة نهائيات مونديال 2026، رابطا هذا الدعم بمساعدة اقتصادية أمريكية. وقال ترامب: "آمل أن تدعمنا جميع الدول الإفريقية ودول العالم، أن تدعم ترشيحنا مع كندا والمكسيك لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026"، وأضاف: "سنرى بعناية شديدة وسنقدر كل المساعدة التي يقدمونها لهذا الترشيح". وربط ترامب بشكل واضح هذا الترشيح بالتجارة، موضحا قبل الحديث عن مونديال 2026 أن الولاياتالمتحدة تأمل أن تكون الشريك الاقتصادي المختار في القارة الإفريقية والعالم، إذ قال: "ترون ما يحدث في مجال التجارة والولاياتالمتحدة. إننا نحظى بالاحترام مرة أخرى". وفي وقت تجاوزت "شطحات ترامب" الحدود والقارات، أكد مراقبون أن المغرب خاض حملة شريفة تنطلق من شغف المغاربة بكرة القدم، خصوصا إذا علمنا أن نسبة عشق المجتمع المغربي للكرة المستديرة تصل إلى نسبة 84%، في حين لا تتجاوز النسبة في أمريكا 7%، حيث تحل في الترتيب الرابع بعد كرة القدم الأمريكية وكرة السلة والبيسبول.