قبيل آذان المغرب، من ليلة الاثنين، بدأ المئات من المواطنين يحجون تباعا إلى مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، لأداء صلاة التراويح في ليلة القدر. من مختلف الأحياء توافدوا، سعيا إلى الحصول على مكان داخل المسجد وأداء تراويح هذه الليلة العظيمة من شهر رمضان خلف الإمام عمر القزابري، الذي يجذب المصلين بصوته الشجي. ورغم أن العديدين أكدوا أن الحضور هذه السنة يبدو أقل من السنوات الماضية، إذ كانت الساحات المجاورة للمسجد تمتلئ بدورها، إلا أن داخل المرفق التعبدي كان مكتظا، حيث كان الجميع في خشوع لسماع الآيات التي يتلوها إمام عوّض الشيخ عمر القزابري، الذي أدى بالملك محمد السادس صلاة التراويح بمسجد حسان بالرباط، أملا في أن تحسب هذه الليلة التي تساوي أزيد من 83 عاما في ميزان حسناتهم. وفي ظل غياب المقرئ عمر القزابري، الذي كان أصيب بوعكة صحية جعلته يغيب عن الإمامة بداية رمضان، وتلقى إثرها اتصالا من الملك محمد السادس يطمئن على صحته، إلا أن المئات من المصلين حجوا إلى المسجد، سعيا إلى الصلاة خلف الشيخ الذي ختم القرآن نهاية الأسبوع، والذي ينتظر أن يصلي بهم تراويح ما قبل الفجر بعد عودته من الرباط. ومن كل فج حلت الأسر البيضاوية، التي تناول بعضها وجبة الفطور بالفضاء التابع للمسجد، وذلك بغية الظفر بمكان داخل المرفق لأداء تراويح الليلة التي أنزل فيها القرآن؛ فيما توافد مئات المواطنين على هذه المعلمة الدينية مباشرة بعد الإفطار. وعلى غرار الأيام الأخرى التي يشهد فيها المسجد حضورا كبيرا للمصلين، فقد استنفرت مختلف المصالح الأمنية عناصرها، ووضعت رهن إشارة مؤسسة مسجد الحسن الثاني عددا من الأمنيين ومن أفراد القوات المساعدة، من أجل تأمين الصلاة. كما جرى طيلة أيام رمضان تخصيص عدد من سيارات الوقاية المدنية ووحدة طبية متنقلة تضم أطباء وممرضين، لتقديم الإسعافات الأولية للمصلين، أو نقلهم إلى المستشفيات، في حالة ما تعرض أحدهم لإغماء أو غيره بسبب التدافع الذي يحدث بين الفينة والأخرى. ومنحت جنبات مسجد الحسن الثاني، التي كانت مكتظة عن آخرها بالسيارات والدراجات النارية، الفرصة لعدد من الشباب طوال أيام رمضان في الحصول على دخل عبر العمل كحراس للسيارات.