أعلنت شركة الاستثمارات إيمرسون البريطانية عن جمع ستة ملايين جنيه إسترليني، أي ما يفوق 75 مليون درهم، في بورصة لندن، ستخصصها لزيادة تمويل مشروع استغلال واستخراج مادة البوتاس نواحي مدينة الخميسات. يتعلق الأمر بمشروع تشرف عليه الشركة المغربية MSL MINERALS منذ 2013 بناءً على رخص للبحث عن المعادن سُلمت لها من قبل وزارة الطاقة والمعادن، حيث جرى التنقيب عن مادة البوتاس في منطقة الخميسات وتبين لها أولياً وجود مخزون مهم، وبناءً على ذلك قررت البحث عن استثمارات أجنبية للاستمرار في البحث والتنقيب. وقد نجحت الشركة المغربية في إقناع شركة إيمرسون المسجلة في بورصة لندن بالدخول في المشروع، وبذلك سيشهد مشروع البوتاس في الخميسات وتيرة سريعة في عمليات البحث والتنقيب بعد دخول هذا الاستثمار المهم. وقال هايدن لوك، المدير التنفيذي لإيمرسون البريطانية، في تصريح نقله بيان الشركة، "من ناحية النقل، لدينا إيجابيات في المغرب لا يمكن مضاهاتها"، وفي ما يتعلق بالحاجة إلى البوتاس من أجل الفلاحة، أشار لوك إلى أنه يتوقع ارتفاعاً في أسعار هذه المادة مع تزايد الطلب عليها، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي العالمي دون استخدام الأسمدة الزراعية. وأضاف قائلاً: "إنه الوقت المثالي والمناسب لتطوير مشروع البوتاس في المغرب، خصوصاً أن الاحتياطي الغذائي وصل أدنى مستوياته في الخمسين سنة، ومقابل نمو السكان بسرعة، سيصبح البوتاس حاسماً لزيادة غلة المحاصيل الزراعية وتحسين جودة النباتات". وأشار هايدن إلى أن منجم الخميسات يعتبر مورداً كبيراً لهذه المادة، وزاد قائلاً: "يعتبر المغرب واحداً من أسرع الدول المستهلكة للبوتاس نمواً في العالم، ومع بنية تحتية وتصديرية جيدة، نحن على ثقة بأن هذا المشروع سيستفيد من الرأسمال المنخفض وانخفاض تكلفة التشغيل". ويقدر مخزون مادة البوتاس الذي تم اكتشافه بإقليم الخميسات بملايين الأطنان، ويتوقع أن يزيد الطلب على هذه المادة في السنوات المقبلة عبر العالم، وسيكون المغرب من الدول الأولى التي تستخرج هذه المادة في القارة الإفريقية. وتستعمل هذه المادة الملحية في المقام الأول كسماد زراعي، كما لها استعمالات أخرى في صناعة المواد الكيماوية، وتُعول الشركة البريطانية على منجم الخميسات بشكل كبير نظراً لموقعه الجغرافي القريب من أوروبا والأسواق الرئيسية. وتتوفر هذه المادة على كلوريد البوتاسيوم، وتوجد احتياطاتها الكبيرة في كل من كندا وروسيا، ولدى الشركة البريطانية فرص جيدة في منجم الخميسات، خصوصاً أن عملية التنقيب لا تكلف الكثير ويسهل استخراجها.