أرجع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تأخر تنزيل ورش الجهوية المتقدمة إلى ما اعتبره "وجود ثقافة موروثة وعادات سيئة متأصلة داخل الإدارة المغربية، تعرقل مسار الإصلاح"، مشيرا إلى أن جزءا "من الإصلاحات تحقق، لكن ما زال ينتظرنا عمل كبير في هذا الإطار". وفي كلمة له خلال افتتاح اليوم الدراسي، الذي نظم، أمس الأحد بالرباط، من طرف مؤسسة منتخبي العدالة والتنمية حول موضوع "الجهوية المتقدمة بين الواقع وتحديات التفعيل"، أشار العثماني إلى أن "النقلة الكبرى لهذا الورش، الذي بات يكتسي طابعاً دستورياً، كانت خلال سنة 2011، بعدما تم إقرار دستور جديد بصلاحيات واسعة"، مضيفا أن "الرهان المطروح حالياً هو إعادة بناء هيكلة الدولة المغربية، والذي لن يتأتى إلا بتغيير العقليات، التي هي جزء من الأمور المعيقة في تنفيذ هذا المشروع". وبعدما توقف عند أهمية ميثاق اللاتمركز، أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على ضرورة الدفع بالإصلاح لإنجاز أقصى ما يمكن إنجازه فيما يخص ورش الجهوية المتقدمة، واعترف بأن "هناك إشكالات تقف في طريق التنزيل الأمثل لمشروع الجهوية"، مضيفا أن "الخروج من هذه العادات ليس أمراً سهلا لأنه يصطدم بثقافة موروثة داخل الإدارة تفرمل مسار الإصلاح". وتابع قائلا: "يجب أن نكون قادرين على القيام بمهامنا، وأن نكون في مستوى المرحلة، وأن نكون عوامل إيجابية، وأن نكون جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكل". ودعا العثماني أعضاء حزبه إلى المساهمة في الإصلاح من خلال العمل على تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، وأن يكونوا عوامل إيجابية في الإصلاح، مشيرا إلى أن جزءا "من الإصلاحات تحقق، لكن مازال ينتظرنا عمل كبير في هذا الإطار". وذكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أنه "منذ سنة 2002 حث الملك محمد السادس في أكثر من 13 خطابا على إخراج ميثاق اللاتمركز"، مضيفا "الآن عندنا مشروع جاهز، ويجب العمل على تتبع مسار هذا الورش الاستراتيجي من أجل تجاوز المشاكل المطروحة، لأنه عندما تتأصل هذه الثقافة نحتاج إلى جهد كبير لتجاوزها". وفي سياق آخر، قام العثماني ب"تقطير الشمع" على حزب الأصالة والمعاصرة، إذ قال: "ما زال عندنا في المغرب حزب سياسي يقول إنه جاء لمحاربة العدالة والتنمية"، مضيفا أن "من خُلق ووُجد فقط ليحارب حزباً معيناً هو حزب لا مشروع له، ولن يفيد البلاد والعباد". واستطرد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قائلا إن "حزب العدالة والتنمية لم يأت لمحاربة أحد، ويمد يده إلى كل من يريد التعامل معه لمصلحة البلد، لكننا في الوقت نفسه لسنا حائطا قصيرا، وسندافع عن حقوقنا وعن أعضاء حزبنا بصبر وإصرار".