أعرب غراهام ستيوارت، وزير الاستثمار البريطاني، عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المملكة المغربية، خاصة بعد البدء في إجراءات الخروج البريطاني من عضوية الاتحاد الأوروبي، إذ تسعى لندن إلى تنويع شركائها التجاريين عبر البحث عن فرص جديدة للاستثمار في القارة السمراء انطلاقاً من بوابة المغرب. وزير الاستثمار البريطاني، في ندوة صحافية عقدها مساء اليوم الجمعة في مقر إقامة سفير بلاده المعتمد لدى الرباط، قال: "بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وضعت تسع مناطق جهوية يمكن أن تكون وجهات استثمارية مستهدفة، من بينها القارة الإفريقية، التي نطمح أن نعزز تموقعنا فيها عبر المغرب الذي يمكن أن يكون شريكاً أساسياً لنا في هذا التوجه". وأشار المسؤول البريطاني إلى أن المعاملات التجارية بين المملكتين سجلت ارتفاعاً بنسبة 36.4 في المائة، إذ استثمر البريطانيون في المغرب أزيد من 204 ملايين جنيه إسترليني سنة 2016، أي بزيادة 23.6 في المائة مقارنة بسنة 2015، مورداً أن نسبة التبادل التجاري التي تقدر ب2 مليار جنيه إسترليني مرشحة للارتفاع بعد تعزيز العلاقات بين الجانبين. وقام غراهام ستيوارت، في زيارته الأولى من نوعها إلى المغرب منذ توليه منصبه الوزاري في يناير 2018، بلقاء عدد من المسؤولين الحكوميين المغاربة، من ضمنهم وزير الاستثمار والاقتصاد، محمد بوسعيد، ومونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي؛ كما قام بزيارة إلى ميناء طنجة المتوسطي، للوقوف على وضعية الشركات البريطانية هناك. وشدد غراهام على أن المغرب وبريطانيا لديهما الكثير من نقاط القوة التي يمكن استثمارها لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، مشيرا إلى وجود إمكانيات واسعة لتعزيز العلاقات في مجال الموانئ، والخدمات اللوجستية، والطيران، والتمويل الأصغر والبنية التحتية. ولفت المتحدث إلى أن السلع الرئيسية التي تصدرها بريطانيا إلى المغرب تتمحور أساسا في الوقود المعدني والنفط، والمركبات والطائرات والآلات والأجهزة الميكانيكية. الجانب التعليمي كان حاضراً أيضاً خلال لقاء وزير الاستثمار البريطاني مع وزير التعليم سعيد أمزازي، الذي أكد له أن المغرب ماض في تعميم تدريس اللغة الإنجليزية في جميع أسلاك التعليم. وقال غراهام إن لندن مستعدة لتقديم خدمات وتوقيع اتفاقيات مع الرباط لتوسيع قاعدة تعلم "لغة شكسبير" لفائدة المغاربة. وفي هذا الصدد، استغل المسؤول ذاته وجوده في مدينة طنجة قصد زيارة المعهد البريطاني لتعلم اللغة الإنجليزية وبعض المدارس الخاصة التي تقدم دورات تعليمية بشكل كامل باللغة الإنجليزية. من جانبه، وتعليقا على زيارة الوزير غراهام ستيوارت، قال السفير البريطاني المعتمد لدى المملكة المغربية، توماس رايلي، إن زيارة غراهام تأتي بعد زيارة سابقة لموريسون، مبعوث رئيس الوزراء للتجارة، شهر فبراير 2018. وأضاف المتحدث أن هنالك إمكانية حقيقية لتعزيز نسب التبادل التجاري بين المغرب والمملكة المتحدة، وزاد: "ظهرت مؤشرات كثيرة على هذه الإمكانيات من خلال الزيارة الأخيرة التي نظمتها غرفة التجارة البريطانية إلى المجمع الشريف للفوسفاط، وملتقى التجارة والاستثمار المغربي البريطاني الذي نُظم مارس الماضي، وملتقى الرساميل الذي نُظم أبريل الماضي".