قال المهدي الرحيوي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة، إنه "في إطار توسيع العرض التربوي، أقدمت أكاديمية سوس ماسة على خلق ودعم وتتبع المسالك الدولية للباكالوريا المغربية، والعرض مفتوح على مصراعيه في إطار دمقرطة العملية التعليمية لضمان فرصة للتعلم لكل من يرغب في أي شعبة". وأورد الرحيوي في تصريح لهسبريس، بمناسبة اليوم الدراسي المنظم بمركب القلم التربوي بأكادير حول المسالك الدولية للباكالوريا المغربية، "كان لدينا إقبال كبير في الشعب العلمية، ووجدنا بعض الصعوبات رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها الأطر المشتغلون في المجال وكذلك السادة المفتشون، لكن تم التغلب عليها بفضل العمل الجماعي". وأضاف مدير أكاديمية سوس في اللقاء ذاته، الذي حضره مختلف الفاعلين التربويين بالقطاعين العام والخاص بسوس، أن "طبيعة الصعوبات كانت بالخصوص في المواد غير اللغوية. لدينا تجربة مع المعهد الفرنسي بأكادير، وكذلك لدينا شراكة نفتخر بها مع جامعة بوردو، وقد ساعدونا ببعض التدخلات المحدودة جدا لتجاوز بعض الصعوبات، خاصة في تكوين الأساتذة وتكوين المكونين". وعن جدوى هذه المسالك، قال الرحيوي إن "أضعف ما تفيد فيه هذه المسالك أنها تساعد على متابعة الدراسة الجامعية بشكل أحسن، خاصة من ناحية اللغة، فبالإضافة إلى المعارف التي يكتسبها التلميذ بتلك اللغة الأجنبية التي يختارها، على اعتبار أن اللغة حاملة للعلوم، فإتقان اللغة من شروط النجاح في المسار الدراسي". أما فؤاد شفيقي، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية، فقد فصل في عرض مطول سياق هذه المسالك الدولية المستحدثة في السنوات الأخيرة، وتحدث عن الانتظارات منها وآفاقها، محاولا أن يجيب في مداخلته على إشكالية "اتفاق الجميع حول أن المشكل كائن لكن ما هو الحل، والنموذج الأمثل، خاصة على المدى المتوسط والبعيد، لا سيما وأن تراكم مشاكل نصف قرن في التعليم لا يمكن أن تحل في سنة واحدة". شفيقي أشار إلى أنه من قوة النظام التعليمي المغربي على الأقل "التوحيد"، موضحا أنه "رغم وجود تعليم خصوصي بالمغرب، فإن الجميع يعتمد برنامجا موحدا ووطنيا مع إغنائه، وهو أمر لا يتوفر في دول أخرى كالخليج مثلا حيث نجد مدارس كثيرة ببرامج كثيرة ومختلفة لا يوحدها سوى وجود عدد معين من الساعات باللغة العربية". بخصوص مدارس البعثات، قال شفيقي إن "عدد التلاميذ بهذه المدارس لا يتجاوز 30 ألفا من أصل 7 ملايين تلميذ، وهو رقم ضئيل، ثم إن التكوين الذين يتلقونه في هذه المدارس يروم تكوين أشخاص يودون العيش خارج البلاد". وسرد شفيقي الكثير من الأعطاب التي تميز التلاميذ، لا سيما في اللغات، سواء العربية أو الفرنسية، موضحا أن "السادة المفتشين مثلا عندما يطلبون كتابة رسالة تحفيز يكتشفون النقص الكبير في اللغة لدى الخريجين في اللغة الفرنسية مثلا". وبخصوص عدد الأطر التي تتوفر عليها الوزارة في اللغة الفرنسية، قال مدير المناهج إن "عدد أساتذة الفرنسية هو 5500 أستاذ، و300 أستاذ مبرز، و80 مفتشا، و160 أستاذا مكونا في المراكز الجهوية". من جهة أخرى، تحدث شفيقي عن مخاض تجربة المسالك الدولية الأدبية، وقال: "كان التفكير في تدريس الفلسفة والاجتماعيات باللغة الأجنبية، لكن المشكل الذي صادفناه هو الأستاذ الذي سيقوم بهذه المهمة؛ لذلك تم اعتماد بعض المواد العلمية باللغات الأجنبية كالفرنسية والانجليزية". وأضاف: "تلقينا طلبات بإنشاء باكالوريا دولية خيار ألمانية كذلك، خاصة في الشعب العلمية والتقنية، لأن الألمان يريدون أطرا مكونين تستفيد منها ألمانيا، وطبعا لا يوجد شيء اسمه دماغ ضائع، فالمغربي الذي يفيد ألمانيا سيفيد بلده أيضا عندما تحتاج إليه". أما ربيع لحرش، رئيس مصلحة الإشراف على مؤسسات التعليم الأولي والتعليم المدرسي الخصوصي بأكاديمية سوس ماسة، فتحدث في عرضه أمام الحاضرين حول تجربة المسالك الدولية بهذه الجهة، وفصل في أرقام سيرورة إرساء هذه المسالك منذ الموسم الدراسي 2013/2014، أي مرحلة التجريب، مرورا بالتوسع، فمرحلة التعميم. المتحدث نفسه أكد أن عدد التلاميذ المستفيدين من هذه المسالك بالجهة ارتفع من 60 سنة 2013 إلى 5440 في الموسم الحالي، ملفتا إلى أن خيار اللغة الفرنسية هو الموجود في الجهة فقط، في غياب خيار الإنجليزية والإسبانية. من جهته، تناول سعيد تبرقاقايت في ورقة مفصلة أهمية اللغات في المسار الدراسي والمهني لتلميذ الآداب. فيما تناول حسن أكرض، وهو رئيس مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه بمديرية إنزكان، بالأرقام والتفاصيل، تجربة أول قسم للمسالك الدولية آداب بإنزكان.