نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، اليوم الخميس، زيارة ميدانية إلى محطة معالجة المياه العادمة الخاصة بسجني العرجات 1 و2، والتي تدخل ضمن الحلول التي جرى الاتفاق عليها، لحل الإشكال الذي أثير سابقاً حول المياه الصادرة عن المؤسستين. وقد جاءت هذه الزيارة الميدانية بعد الجدل الذي أثاره تلوث جزء من مياه سد سيدي محمد بن عبد الله، ضواحي العاصمة الرباط، بالمياه العادمة غير المعالجة الصادرة عن المؤسستين السجنيتين بمنطقة العرجات، وفي سياق الجهود المبذولة لتجاوز تبعات هذه "الفضيحة". وتتصل هذه القضية، التي استأثرت باهتمام المغاربة، بتسجيل حالة تلوث للمياه في حقينة سد سيدي محمد بن عبد الله بسبب صب مياه الصرف الصحي لسجني العرجات 1 و2، ومنطقة سيدي علال البحراوي "الكاموني" في المياه التي يستهلك مياهها ملايين المواطنين المغاربة في جهة الرباطسلاالقنيطرة. وحسب معطيات رسمية؛ يبلغ حجم المياه العادمة غير المعالجة الصادرة عن سجني العرجات 200 ألف متر مكعب سنوياً، وهو فائض لم تعد طاقة المحطتين الحاليتين كافية لمعالجته، بينما الحجم الحالي لحقينة سد سيدي محمد بن عبد الله يتجاوز 706 ملايين متر مكعب. وفي هذا الصدد، جرى بناءُ محطتين لمعالجة المياه العادمة، تبلغ طاقة معالجة كل واحدة منهما حوالي 400 متر مكعب في اليوم، كإجراء احترازي للحد من الآثار السلبية لصرف المياه العادمة بالوسط الطبيعي؛ وهو ما من شأنه المعالجة الشاملة والكاملة للمياه العادمة المذكورة. وقد جرى اعتمادُ تقنية متطورة تُمَكِّنُ من معالجةِ المياه العادمة معالجةً ثلاثية تتيح تصريف المياه المعالجة بشكل مطابق لمعايير قذف المياه المستعملة في الوسط الطبيعي المعمول بها وطنيا. ويهم المشروع اتخاذ الترتيبات التي جرى إقرارها من أجل تنفيذ التدابير الاستعجالية للحد من الآثار السلبية لصرف المياه العادمة بالوسط الطبيعي، من خلال تفريغ مياه حفرتي الطمر الموجودة بالمركز السجني العرجات 1 بواسطة شاحنات صهريجية وصرفها في شبكة التطهير السائل للرباط وسلا التابعة لشركة "ريضال"، وكذا البدء في إنجاز أحواض لتجميع المياه العادمة للمركز السجني العرجات 2. في السياق، قال ادريسي المراني، مدير الشركة المكلفة بالمشروع، إن "المحطة تستقبل 400 متر مكعب في اليوم تعتمد على تقنيات بيولوجية، تمر عبر مراحل؛ أولاً، استقبال المياه العادمة التي تطرحها المؤسسة السجنية، بعدها يتم إزالة الأجسام الصلبة، التي يتجاوز حجمها 10 سم، ثم يمر بعد ذلك الماء إلى محطة الضخ، التي تقوم بتصفية المياه من الشحوم والدهون، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة الدوران، التي تُمَكِّن من إزالة الأجسام الصلبة التي يبلغ سمكها 1 ملم. وأوضح المراني أن "المرحلة التالية تتعلق بإزالة النتروجين الذي يهم المعالجة البيولوجية للماء، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التهوية، التي تمكننا من توفير البكتيريات الموجودة في الماء حيث نمدها بالأوكسيجين حتى تقوم بالتحليل البيولوجي للمياه"، مورداً أنه "تم اعتماد على تكنولوجيات متطورة لتصفية المياه". إلى ذلك، كشفت حرية كرين، مهندسة بمندوبية السجون، أن "المحطة المذكورة تمكن من معالجة صبيب 400 متر مكعب في اليوم، وهي تدخل في إطار توسيع المحطة الأولية لسجن العرجات بعد ارتفاع طاقته الاستيعابية"، وقالت: "هذه المحطة تمكن أيضاً من معالجة ثلاثية من خلال رمي المياه المُعالجة في الوسط الطبيعي بل أيضا إمكانية استعمالها"، وأوردت أن "تكلفة توسعة المشروع تبلغ ما يناهز 4 ملايين درهم". ويبلغ حجمُ المياه التي تم نقلها من المركز السجني العرجات 1 وتصريفها بشبكة التطهير السائل لشركة ريضال حوالي 36000 متر مكعب، باستعمال شاحنات صهريجية اشتغلت بصفة مستمرة على مدار اليوم، وقد تم التوقف عن العمل بهذه المقاربة المؤقتة منذ حوالي أسبوع، بعد التأكد من اشتغال محطة المعالجة الجديدة بشكل جيد، من خلال نتائج التحاليل المنجزة من لدن وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية عبر مختبر معتمد.