انتهت أشغال إنجاز المحطتين المخصصتين لمعالجة المياه العادمة الصادرة عن المركزين السجنيين العرجات 1 و 2، حيث تبلغ طاقة معالجة كل واحدة منهما حوالي 400 متر مكعب في اليوم، وهو ما من شأنه المعالجة الشاملة والكاملة للمياه العادمة المقذوفة من المركزين. وقد كلف إنجاز المحطتين، اللتين توجدان حاليا في المراحل التجريبية ما مجموعه 10.5 ملايين درهم، موزعة بين 4 ملايين درهم كلفة محطة سجن العرجات 1 و 6.5 ملايين درهم بالنسبة لمحطة سجن العرجات 2. وأوضح محمد بوطيب، رئيس قسم التدبير المستدام للموارد المائية بوكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، في تصريح للصحافة على هامش زيارة ميدانية للمحطتين، أنه تم اعتماد تقنية متطورة بيولوجية تُمكِّن من معالجة المياه العادمة معالجةً ثلاثية تتيح تصريف المياه المعالجة بشكل مطابق لمعايير قذف المياه المستعملة في الوسط الطبيعي المعمول بها وطنيا. وأكد بوطيب أن كل التحاليل المخبرية التي تم القيام أثبتت أن المياه المعالجة صالحة للاستعمال طبقا للمعايير الوطنية، وأنه يمكن إعادة استعمالها، مشيرا إلى أن هذا الورش سيتم الاشتغال عليه مستقبلا، على اعتبار أن الأولوية كانت في البداية هي الحد من التلوث وقذف المياه العادمة. وأشار بوطيب إلى أنه كان هناك تأخر نسبي في إنجاز محطة سجن العرجات 1 بسبب الأمطار المتكررة التي شهدتها بلادنا في شهر يناير الماضي. وذكر أنه في البداية، كان يجب الحد من التلوث حتى لا تصل المياه العادمة إلى سد سيدي محمد بن عبد الله، حيث تم نقلها من المركز السجني العرجات 1 وتصريفها بشبكة التطهير السائل لشركة ريضال وذلك باستعمال شاحنات صهريجية اشتغلت بصفة مستمرة على مدار اليوم منذ حوالي أربعة أشهر، حيث بلغ حجم المياه العادمة التي تم نقلها حوالي 36 ألف متر مكعب، موضحا أنه تم التوقف عن العمل بهذه المقاربة المؤقتة منذ حوالي أسبوع بعد التأكد من اشتغال محطة المعالجة الجديدة بشكل جيد، من خلال نتائج التحاليل المنجزة من طرف وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية عبر مختبر معتمد. وأفاد أن المركز السجني العرجات 1 يقذف حوالي 350 متر مكعب من المياه العادمة في اليوم، مشيرا إلى أنه في الدراسة التقنية تم الأخذ بعين الاعتبار إمكانية ارتفاع الطاقة الاستيعابية للمركز السجني، "حتى لا نفاجأ بارتفاع الكمية المطروحة". وأضاف بوطيب أنه تم الاتفاق مع إدارة السجون على أن تكون هناك مراقبة دقيقة وبصفة مستمرة حتى تشتغل المحطة بطريقة عادية وتعطي مياها غير ملوثة مطابقة للمعايير بشكل دائم، مؤكدا أنه سيتم تعميم هذه التجربة على مناطق أخرى من المغرب. وبالنسبة لمحطة المعالجة لسجن العرجات 2، أوضح ادريسي لمراني، مدير الشركة المكلفة بإنجاز المشروع ، أنه تم إنجاز المشروع في ظرف وجيز بفضل تعاون جميع الأطراف رغم بعد الصعوبات المتمثلة في نوعية تربة الأرض، التي أنجزت عليها المشروع، موضحا أن المحطة انطلقت مند حوالي 12 يوما، وأن التحاليل المخبرية الأولى أثبتت جودة المياه المعُالجة.