بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الامين فقريبا بإذن الله سنستقبل عيد الفطر، ومن المرتقب أن تتحد جميع الدول في فطرها إن شاء الله كما اتحدت في بدية رمضانها لعامنا هذا ألف وأربعمائة وتسعة وثلاثين، وهذا راجع لتصحيح الرؤية أو أن السماء فرضت قدرها فغرب قمرها مع شمسها، وهنا أتذكر قول شيخ شيخنا الفلكي سيدي محمد ابن عبد الرازق المراكشي رحمه الله في القول المشهور عنه ولو وحد المسلون خطتهم في إثبات أوائل الشهور القمرية بأن تعتمد على الرؤية البصرية المحققة التي لا شك فيها، ولا ريب ولا وَهْم ولا خيال، لكان الغالب عليها الاتفاق في أوائل الشهور، وحتى إذا وقع اختلاف لأجل اختلاف المطالع فلا يتجاوز يوما، ويكون المتقدم بذلك اليوم من كان غربا لا من كان شرقا لما هو معلوم بالضرورة، انتهى كلامه رحمه الله. ولكن عندما أقرأ بحثا لنيل شهادة الدكتورة في أحكام الأهلة ومواقيت الصلاة في ضوء القواعد الفلكية والضوابط الشرعية تقدم بها أحد الطلبة إلى كلية الشريعة بأيت ملول مؤخرا، أجد مما ذكر الدكتور في سياق الفصل الأول في اختلاف المطالع وأثره في تحديد بدايات الشهور إنشادا للاتحاد، لما أخذ في الترجيح بعدما استعرض أدلة الفريقين في مسألة اختلاف المطالع موردا كلام الشيخ الحسن الصديقي في كتابه التبيان لحجة عمل الاخوان : هنا نتساءل عن ماذا يكون الحكم لو أعاد التاريخ نفسه واتحدت دول المغرب العربي في دولة واحدة كبرى ماذا يكون العمل بالنسبة للصوم والاعياد، هل يبقى لكل دولة صومها وفطرها كما هو المطبق حاليا ؟ أم تتحد في شهرها وأعيادها كما كانت قبل الانقسام، وكما وقع في الشهر بالذات( شوال 1399) حيث عمل المغرب برؤية أهل الداخلة لهلال شوال وكانت في أوائل رمضان تابعة لموريطانيا، ولذلك صامت قبل المغرب بيوم إلى أن قال: ولولا انضمامها إلى المغرب أثناء شهر رمضان لما عملت الوزارة برؤية أهلها لأنها كانت تُعتبر خارجة عن حدود المغرب الرسمية والمعترف بها انتهى لذا أجد هذا الامر يحتاج منا نحن معاشر المعدلين إلى توضيح وردِّ تبيينا للحقيقة لئلا تختلط الامور فأقول وبالله التوفيق: وقوله ولذلك صامت قبل المغرب بيوم(صاموا يوم الأربعاء) أي مدينة الداخلة قبل انضمامها للمغرب انتهى فهذه المسألة تحتاج إلى تثبت وحساب، هل فعلا صامت الداخلة برؤية صحيحة ونحن نناقش الأمر بالضوابط الفلكية ؟فعندما راجعت وعدلت لعرض الداخلة23درجة و23 دقيقة شمالا بحساب الازياج القطعي الذي يوافق الرؤية الشرعية البصرية ولا يخالفها ،وجدت أن الرؤية مساء يومه الثلاثاء 29 شعبان 1399 الموافق 24 يليه 1979 ممتنعة في كل مدن المغرب حتى الداخلة وإليكم النتائج: اجتماع الشمس والقمر كان في الساعة 1 و41 صباح الثلاثاء24 يليه وغروب الشمس بالداخلة الساعة 19و52 وعمر الهلال آنذاك 18ساعةو11 دقيقة أما مكثه فهو:3درجات و37 دقيقة فلكية أي15 دقيقة مكنية أما قوس نوره:8ْ و49َ أما قوس الرؤية:4ْ و16َ أما ارتفاعه عن الافق :2ْ و49َ والرؤية ممتنعة أيضا عند الفلكي سيدي محمد ابن عبد الرازق المراكشي في تعديله فليراجع من هذا يتبين أن الرؤية كانت خاطئة غير صحيحة عند أهل الداخلة، ولم توافق ما هو منصوص عليه شرعا إلا إذا كانوا يعتمدون على من قال بثبوته الشهر بمكث الهلال ولو لبرهة من الزمن وهو مستبعد، أما رؤيته بالعين المجردة فلا يمكن أن يثبت بهذه المطالب حتى بالتلسكوب فبالاحروية ألا يثبت بالعين المجردة إذ المشكل هنا في جعل يوم الأربعاء أول يوم من أيام رمضان عند أهل الداخلة عندما كانت موريطانية، وليس المشكل عندنا حينما جعلنا بداية رمضان بالرؤية الصحيحة يوم الخميس،وبهذا يكون يومهم الاول الذي صاموا من شعبان وليس من رمضان كمن صام يوم الشك والشك لا يزيله إلا اليقين واليقين هو رؤية الهلال والرؤية ممتنعة قطعا قوله:حدث المشكل العويص وهو موقف أهل الداخلة هل يتبعون المغرب في صومه؟ ومعنى ذلك أنهم سيصومون واحدا وثلاثين يوما وسيصومون العيد قطعا، وذاك ما لا يجوز شرعا باتفاق انتهى أقول: المشكل في صومهم أول الشهر وليس في آخره لكونهم صاموا برؤية غير صحيحة ولم يعتمدوا الرؤية البصرية، ولو فرضنا أن صيامهم في محله فهذا كم صام ببلد غربي في أول الشهر وقدم لبلد شرقي في آخر صومه كما ورد في واقعة الشام والمدينة في حديث كريب، وقد تقدم الغربي على الشرقي كما هو معلوم هيئة، فهذه المسألة تحدث عنها الفقهاء فلتراجع في محلها، والصوم متعلق بالبلدان فأهل الداخلة لما انضموا للمغرب صاروا يخاطبون بما يخاطب به أهل بلدهم، ولهم حكمهم في صومهم وفطرهم، فيفطرون ويصومون معهم ولو زادوا على الثلاثين، فهم مخاطبون بما يخاطب به أهل المغرب، ويَعتبرون صيامهم في أول رمضان كأنه صيام يوم ليس من رمضان بالنسبة إليهم، ولا يمكن أن يعتبر الواحد والثلاثين عيدا، ففي الحديث الصحيح: ولا تفطروا حتى تروا الهلال. إذا المسألة واضحة فقها وهيئة ولا غبار عليها والله أعلم أما رؤية هلال شهر شوال فقد كانت ممتنعة مساء يومه الخميس 23 غشت 1979 كما عدل لذلك الفلكي سيدي محمد ابن عبد الرازق رحمه الله: فقال الرؤية ممتنعة على عدة وجوه وذلك لأن البعد المطلق 11ْ درجة و57َ دقيقة ،ودقائق النور 46 دقيقة، وقوس الرؤية ْ6 درج والمطلوب: وحد قوس رؤية الهلال ... ثمان أدراج بكل حال، أما دقائق المكث فهي 30 دقيقة فأين هي من قوله: وحد قوس مكثه اثنا عشرا أي 48 دقيقة، وقال رحمه الله:وعليه فأول شوال هو يوم السبت 25 غشت 1979 فكيف إذا يخفى هلال الثلاثين؟! أما حسابي لمدينة الداخلة مساء يومه الخميس 29 رمضان عند أهل المغرب، وهو ثلاثون يوما من رمضان عند أهل الداخلة فعمر الهلال هو26 ساعة أما مكثه فهو:7ْ و37َ أي 30 دقيقة مكنية أما قوس نوره:12ْ و7َ أما قوس الرؤية:7ْ و 59َ أما ارتفاعه: 6ْ و28َ فيتبين من هذه المطالب كما هو معروفة عند أهل التعديل أن رؤيته مساء هذا اليوم عسيرة قريبة من الامتناع، فكيف يخفى هلال الثلاثين وتكون الرؤية عسيرة في مدينة الداخلة وقد تقدموا علينا بيوم؟قال خليل رحمه الله:فإن لم ير بعد ثلاثين صحوا كذبا: حتى قال بعض الفقهاء وعلى هذا فيجب أن يقضي الناس يوما إذا كانت الشهادة على رؤية هلال شوال من هنا نخلص أن الحق مع أهل المغرب ورؤية أهل الداخلة غير صحيحة ولا يعتمد عليها الأخذ بالرؤية البصرية الشرعية الصحيحة الموافقة للحساب القطعي يوحد الامة غالبا الاختلاف ليس عيبا يقدح في وحدة الأمة كما يزعم الكثير إذ الأمر مشكل فقهي محض وليس منافيا للوضع الفلكي الواجب على من يشرف على مثل هذه الأطروحات أن يكون جامعا بين دراية الفقه ودراية علم الفلك من توقيت وتعديل وهيئة -كما يشترط ذلك فيمن يتلقى شهادات رؤية الهلال- لتكون تلك البحوث ذات قيمة علمية، ولو توفر هذا لما وقع الطالب فيما وقع فيه من اتباع خطإ غيره واكتفائه بالتقليد بعيدا عن التحقيق والتمحيص والانصاف هذا ما جاد به القلم وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت والله الموفق للصواب *معدل وباحث في علم الفلك