انتفض العشرات من الأشخاص، غالبيتهم من النساء، أمام مقر الجماعة الترابية لآيت ملول، ضمن وقفة احتجاجية استنكر خلالها المحتجون "عدم استفادتهم من المساعدات الغذائية" التي دأبت جماعة آيت ملول على توزيعها عليهم خلال الشهر الفضيل، كما عبّروا عن استغرابهم من توقف العملية خلال السنة الجارية، بالرغم من حالة العوز والفقر التي يعيشونها. سعيد مسلك، فاعل جمعوي بآيت ملول ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، أورد، في تصريح لهسبريس، أن المحتجين، والذين يتجاوز عددهم 400 شخص وكلهم من الفئات الفقيرة والمعوزة، يتوفرون على بطائق مسلمة من مصالح الجماعة الترابية لآيت ملول يتم التأشير فيها على استفادة حاملها في السنوات الماضية؛ "غير أن الجميع تفاجأ بتوقف عملية الاستفادة خلال رمضان هذه السنة، من غير إشعار من الجماعة المعنية". الحسين العسري، رئيس الجماعة الترابية لآيت ملول، اعتبر، ضمن تصريح لهسبريس، أن المجلس الحالي ارتأى وقف عملية توزيع المعونات الغذائية لفائدة المعوزين، التي كانت تتم وفق الشكل المألوف محليا، حيث ستخصص الميزانية المرصودة لهذه المبادرة لدعم أعمال اجتماعية داخل المدينة، كما "سنتجنب مظاهر الازدحام والفوضى التي ترافق عمليات التوزيع، وما يشكله ذلك من خطر على المستفيدين، وتجنيب المجلس كذلك اتهامات باطلة بالتلاعب في تلك المعونات واستخدامها كورقة انتخابية". وأوضح المسؤول الجماعي أن العملية "كانت تتم في السابق عن طريق تسجيل المستهدفين من أجل الاستفادة من إفطار، الذي يتزودون به من خيمة تنصب بالمدينة؛ لكن المجلس الحالي لاحظ أن تلك المشاهد حاطة من الكرامة الإنسانية، فقرر اعتماد قفة رمضان تحتوي مواد غذائية متنوعة، لكن المستفيدين انتقلوا من نحو 700 إلى أزيد من 2000؛ وهو ما خلق متاعب كثيرة للجماعة، صعب معها جبر الخواطر وتحقيق أهداف العملية وتلبية طلب الجميع". وشدد رئيس جماعة آيت ملول على كون عملية توزيع المعونات الغذائية لفائدة الفئة المستهدفة قد توقفت بشكل نهائي بجماعته، نافيا أن تكون أية جهة تستفيد منها في الوقت الراهن، موضحا أن الميزانية ستُخصص لأعمال اجتماعية بديلة ستستفيد منها شرائح واسعة من ساكنة آيت ملول كالحملات الطبية ودعم أنشطة ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.