في إطار تخليد الذكرى ال 59 لوفاة الملك الراحل محمد الخامس، وبالتعاون مع سفارة الفاتيكانبالرباط، نظمت المؤسسة الديبلوماسية بالمغرب، داخل مقر الرابطة المحمدية للعلماء، لقاء علمياً جمع عددا من السفراء الأجانب غير المسلمين المعتمدين لدى المملكة المغربية، من أجل المساهمة في تعزيز قيم الحوار والتعايش الإنساني بين الشعوب، خاصة خلال شهر رمضان. اللقاء الذي نظمته المؤسسة الديبلوماسية بالمغرب، بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تحت شعار: "الرباط عاصمة روحية، احترام وانفتاح"، حضره سفراء أجانب غير مسلمين معتمدين لدى المملكة يمثلون 20 دولة، وهي كندا، السويد، إسبانيا، كرواتيا، المكسيك، إيطاليا، البيرو، كندا، الهند، استراليا، أنغولا، بنما، الدانمارك، صربيا، البرازيل، الأرجنتين، ألمانيا، فنلندا، البارغواي، وبوروندي. وجرى خلال اللقاء الأول من نوعه التطرق إلى خصوصيات الإسلام الوسطي الذي يميّز المملكة المغربية عن باقي الأقطار العربية، الذي يقوم على ثقافة الحوار والتسامح بعيداً عن نهج الخصومات والصراعات ذات الصبغة الدينية. كما شكّل اللقاء، الذي يندرج ضمن برنامج خاص بالسفراء غير المسلمين، فرصة للديبلوماسيين الأجانب للاطلاع على ما تزخر به الثقافة الدينية المغربية التي تقوم على الوسطية والاعتدال بعيداً عن التشدد والكراهية. وفي هذا السياق، أوضح عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الديبلوماسية، أن "المناسبة تشكل محطة مهمة للتعريف بالنموذج المغربي الذي بات محط اهتمام عدد من الدول الأجنبية". وقال المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، إن "اللقاء الذي ينظم بالتعاون مع سفارة الفاتيكانبالرباط يأتي لوضع المسؤولين الأجانب في الصورة لما تزخر به الثقافة المغربية الإسلامية العريقة، وكذا من أجل التعريف بالنموذج المغربي الذي يدعو إلى الإسلام الوسطي؛ وذلك من خلال فتح نقاشات مع الأئمة والعلماء والقائمين على الشأن الديني بالمملكة". وأشار حابك إلى أن "تنظيم مثل هذا اللقاء يكون الهدف منه إتاحة الفرصة للمسؤولين الأجانب لمعرفة خصوصية الإسلام الوسطي المعتدل، الذي تتميز به المملكة المغربية، وهو إسلام ينبذ العنف والتطرف ويعطي مكانة مهمة للمرأة والحوار ولتقبل الآخر". من جهته، قال محمد منتار، رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، إن "اللقاء يمثل فرصة لتقاسم تجربة المملكة مع سفراء عدد من الدول من قارات العالم الخمس، حيث تمَّ عرض ما تقوم به الرابطة المحمدية للعلماء، التي تشتغل في إطار تكاملي ووظيفي مع باقي مؤسسات تدبير الشأن الديني بالمملكة تحت رعاية مؤسسة إمارة المؤمنين". وفي السياق ذاته، قام السفراء الأجانب بزيارة استكشافية إلى ضريح محمد الخامس بالرباط، حيث جرى وضع إكليل من الزهور ترحما على روحه، قبل أن يتم التوقيع بالدفتر الذهبي للضريح، من طرف ممثل الوفد الديبلوماسي. وفي هذا الصدد، قال سفير الفاتيكان بالمغرب، فيتو رالو، إن "معرفة الإسلام الصحيح تقتضي الانطلاق من بيئة سليمة توفر قيم التعايش والسلام والحوار بين مختلف الشعوب، وهذا ما نجده في المغرب"، وأضاف أن "الملك باعتباره أمير المؤمنين والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية، هو أيضا أمير المؤمنين بجميع الديانات، لليهود والنصارى". وأورد الديبلوماسي الفاتيكاني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "نحن المسيحيين نعيش في سلام وحرية كاملة بالمغرب، نستطيع أن نقوم بواجباتنا الدينية في ظروف عادية"، مبرزا أن "المغاربة شعب متسامح ولا نجد مشاكل معهم، وهي تجربة فريدة من نوعها لأنه في الغرب مازال هناك تخوف كبير من الإسلام، وهذا غير صحيح، لأن الإسلام دين تسامح ودين حب".