قال عدد من نشطاء مدينة سلا إن المركز الاستشفائي الإقليمي الأمير مولاي عبد الله بسلا، الذي دشنه الملك محمد السادس قبل أيام، "غير جاهز للعمل ولا يقدم خدماته للمواطنين بدعوى غياب الأطباء والأطر الصحية والموظفين"، وحملوا المسؤولية ل"وزارة الصحة التي أفسدت فرحة المواطن السلاوي بهذه المنشأة الصحية الجديدة، التي ستستفيد من خدماتها ساكنة يزيد تعدادها عن مليون نسمة". وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بفتح تحقيق في الموضوع، مؤكدين أن التدشينات الملكية لمثل هذه المراكز ينبغي أن تُواكبها مجهودات القطاعات الوزارية المعنية "حتى لا تُصبح في عداد النسيان وتُسيء إلى سمعة المؤسسات"، بينما سارع آخرون إلى اتهام المسؤولين على قطاع الصحة بجهة الرباطسلاالقنيطرة إلى "استقدام عدد من الأطر الطبية من خارج المستشفى لحظة التدشين الملكي، فقط، من أجل التقاط الصور وتأثيث المشهد، في صورة لا تعكس الواقع". المديرية الجهوية للصحة بالجهة خرجت عن صمتها، وقالت إن "المستشفى القديم سيعرف بداية من الأسابيع القليلة القادمة عملية تأهيل تتضمن الأقسام الاستشفائية بالإضافة إلى تعزيزات ستهم التجهيزات والموارد البشرية"، مشيرة إلى أن تقديم الخدمات الصحية في المستشفى الجديد "بدأ بصفة تدريجية ابتداء من يوم الاثنين الماضي، حيت فتحت مصالح الفحوصات والكشوفات الوظيفية في وجه المواطنين". وأوردت أن الهدف من الانطلاقة التدريجية للمستشفى الجديد هو إتاحة الفرصة لكافة الأطر الطبية والتمريضية، وخاصة التقنية، لامتلاك القدرات اللازمة والتمكن من تشغيل التكنولوجيا الحديثة المتواجدة والاشتغال بصفة أمثل ومردودية عالية تؤمن السلامة والجودة في الخدمات. وأضافت المعطيات، الصادرة اليوم السبت عن المديرية الجهوية للصحة بجهة الرباطسلاالقنيطرة، أنه ابتداء من هذا الأسبوع سيتم توسيع سلة الخدمات بكيفية تدريجية، وبالخصوص فتح الأقسام الاستشفائية، موردة أن وزارة الصحة قررت الإبقاء على المستشفى القديم في حالة اشتغال وتحويله إلى مستشفى القرب موازاة مع افتتاح المستشفى الجديد. ولتجاوز الخصاص أشارت وزارة الصحة إلى أنه "في إطار الرفع من جودة الخدمات ودعم المستشفى الجديد بالموارد البشرية، ستوقع اتفاقية شراكة بين المديرية الجهوية للصحة والمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط سيتم على إثرها فتح مستشفيات هذه الجهة، ومن بينها المستشفى الجديد لسلا، كمرفق للتدريب للأطباء المقيمين والداخليين. هذه الاتفاقية ستتيح للمستشفى الإقليمي لسلا توسيع ورفع مستوى عرضه الصحي وتطعيمه بخدمات طبية جامعية لصالح المواطنين". ولفت المصدر الانتباه إلى أن عمالة سلا أصبحت تتوفر حاليا على عرض صحي استشفائي متمثل في المركز الاستشفائي الإقليمي الأمير مولاي عبد الله الذي أصبح يتكون من وحدتين استشفائيتين؛ الأولى هي المستشفى الإقليمي الأمير مولاي عبد الله (المستشفى الجديد)، والثانية هي مستشفى القرب (المستشفى القديم). وأكد الوزارة أن "هذا التقسيم الجديد جاء طبقا لقانون الخريطة الصحية المعمول به، واستجابة للخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية لعمالة سلا ولحجم نموها الديموغرافي"، مضيفة أن "السعة السريرية لعمالة سلا ستصبح 410 أسرّة، أي بمعدل سرير لكل 3000 مواطن؛ الشيء الذي بالكاد يقترب من نصف المعدل الوطني (سرير لكل 1600 نسمة)".