أفادت مصادر أممية من العيون بأن الكندي كولين ستيوارت، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بمنطقة الصحراء ورئيس بعثة المينورسو، أمر، منذ تعيينه دجنبر الماضي على رأس المنظمة خلفا لمواطنته كيم بولدوك، بتعزيز أسطول البعثة الأممية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار بسيارات رباعية الدفع وبمروحيات مراقبة بغرض تسهيل عمليات التمشيط الدورية التي يقوم بها الشق العسكري للبعثة، خاصة بعد التطورات المتسارعة الأخيرة التي تعرفها المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني. وشكلت المناورات العسكرية والاستفزازات المتوالية لجبهة البوليساريو بمنطقة تفاريتي وخرقها المستمر لاتفاقية وقف إطلاق النار وتحديها الصريح لقرارات مجلس الأمن الأخيرة أسبابا مباشرة في استنفار منظمة الأممالمتحدة في شخص أمينها العام لتزويد بعثته المينورسو بعشرات السيارات رباعية الدفع وتغطية الآليات اللوجستية الخاصة بنوعية عملها بالمنطقة، ليؤشر البرتغالي أنطونيو غوتيريس شخصيا على نقل المعدات والسيارات الخاصة ببعثة حفظ السلام في ليبيريا "الأنميل" التي أنهت مهمتها بشكل رسمي في 30 من مارس 2018 إلى ميناء المرسى بمدينة العيون. وفي السياق ذاته حصلت هسبريس على صور توثق لحظة الاستنفار التي رافقت عملية إنزال السيارات القادمة من غرب إفريقيا من لدن مصالح وطواقم البعثة الأممية المينورسو، والتي بلغ عددها 68 سيارة مستعملة رباعية الدفع، في انتظار وصول شحنة جديدة خاصة بمروحيات تيسر مراقبتهم للشريط الحدودي والمناطق العازلة. وحسب خبراء ومتببعي خبايا الملف، فإن الأزمة المالية الخانقة التي تمر منها منظمة المينورسو سببها المباشر القرارات الزجرية التي اتخذها ساكن البيت الأبيض الجديد شهر مارس الماضي، في حق بعثات السلام المنتشرة بالعالم من تقليص للدعم الأمريكي، خاصة تلك الموجهة إلى المينورسو بحيث تقلص بنسبة 54٪ أي من 18.4 مليون دولار إلى 8.4 ملايين دولار أمريكي؛ وهي الخطوة التي تتماشى مع طرح الرئيس الأمريكي الذي أعلن لأكثر من مرة أن الأممالمتحدة صالون للاجتماعات الفارغة فقط، داعيا إلى ترشيد نفقاتها. كما أن تقليص ولاية البعثة الأممية من سنة إلى ستة أشهر فرض نقل 12 موظفا دوليا إلى مقر الأممالمتحدة بنيويورك والاستغناء عن خدماتهم من لدن الكندي ستيوارت كولن وتسريح العرضيين والعمال ذوي الوظائف المؤقتة كفيل بفهم مدى تأثير الضائقة التي تشل عمل وحركية البعثة في الآونة الأخيرة.