جددت دولة الإمارات العربية المتحدة مساندتها لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، مؤكدة دعهما للمغرب في مواجهة جميع التحديات التي تمس وحدة تراب المملكة. وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات العربية المتحدة اليوم، خلال افتتاح أعمال الدورة الخامسة للجنة الإماراتية المغربية المشتركة، "إننا نؤكد مساندتنا الدائمة للمملكة المغربية في قضيتها حول دعم مبادرتها للحكم الذاتي في الصحراء ونقف مع كل الإجراءات التي تتخذها المملكة لمواجهة أي تحدّ لوحدة ترابها". وأضاف المسؤول الحكومي ذاته أن دولة الإمارات "تدين التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وعلى رأسها التدخلات الإيرانية" مشددا على "الدعم الدائم للمغرب، في كافة الإجراءات التي اتخذتها المملكة في هذا الشأن في الآونة الأخيرة". واعتبر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن "انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة بين البلدين يأتي في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات وحالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار وتصاعد العنف في العديد من الدول العربية وتنامي خطر الجماعات المتطرفة"، مشيرا إلى أن "العلاقات المتميزة التي تربط البلدين هي اليوم في أجمل صورها، ولا بد من استمرار هذه الجهود المبذولة في تحقيق الإنجازات على الصعد كافة والمضي قدماً نحو آفاق جديدة من التميز والازدهار في العلاقات الثنائية بما يلبي تطلعات القيادة العليا وشعبي البلدين". تعاون تجاري مزدهر وبخصوص التعاون الاقتصادي، أفاد وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات بأن معدلات التجارة غير الشاملة لقطاع الغاز والنفط بين البلدين تشهد نموا مستمرا، إذ ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين من 464 مليون دولار في عام 2013 إلى 524 مليون دولار في عام 2017 بمعدل نمو سنوي تراكمي 3 في المائة لآخر 5 سنوات؛ فيما بلغ معدل النمو السنوي في إجمالي التجارة بين البلدين للعامين 2016 و2017 نحو 9 في المائة، أي ما يعادل 3 أضعاف معدل النمو للسنوات الخمس الماضية. الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قال، في معرض كلمته: "إننا فخورون بالاتفاق الذي تم توقيعه نهاية العام الماضي بين شركة نفط أبوظبي الوطنية والمجمع الشريف للفوسفاط لتوريد الكبريت من دولة الإمارات إلى المغرب، حيث إنه يشكل نموذجا حقيقيا للشراكات الاستراتيجية والبناءة". وأشار إلى التحديات التي تشكل تهديدا فيما يتعلق بالتجارة الدولية وعدم الانتهاء من المشاورات الدولية حول تحرير الاقتصاد العالمي.. مؤكداً أن ذلك يعطى فرصة أكبر للتعاون في المجال الثنائي بين البلدين.. ومثلما هو تحد فإنه يشكل فرصة أمام البلدين، يقول الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وكشف وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات أن عددا من الشركات الإماراتية الكبرى أعلنت اهتمامها بالاستثمار في المغرب بشكل جيد، خاصة في قطاع صناعة قطع الطائرات؛ فهناك فرصة حقيقية لهذا الاستثمار للاستفادة من القرب الجغرافي للمغرب من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة". وأضاف: "إننا ندعو الشركات المغربية أيضاً إلى بحث فرص الاستثمار في دولة الإمارات.. كون الدولة واجهة طبيعية للاستثمار ومحطة لوجستية مهمة في منطقة غرب آسيا.. والمجال مفتوح من هنا إلى شرق أفريقيا وإلى جنوب القارة الآسيوية". وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات على أهمية الجهود المبذولة من قبل حكومتي البلدين في تهيئة البنية القانونية والبيئة الداعمة لانسياب الاستثمار بين البلدين، من خلال توقيع الاتفاقيات الاقتصادية الداعمة للتعاون الثنائي وتوفير الحلول العملية لمحددات وتحديات الاستثمار المتبادل في البلدين. وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن العلاقة بين الشعوب لا تقل أهمية عن التعاون الاقتصادي، وهناك تزايد في أعداد الزائرين بين البلدين، معرباً عن سعادته بتنامي السياحة المغربية في الإمارات والدور الكبير للناقلات الإماراتية والمغربية في هذا الصدد، مؤكدا على ضرورة التعاون الثقافي والتعاون التعليمي بين البلدين. تشاور سياسي وتنسيق دائم من جانبه، أعرب ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المملكة المغربية، عن سعادته بانعقاد الدورة الخامسة للجنة في دولة الإمارات وخلال "عام زايد" الذي يأتي تخليداً للذكرى المئوية لرحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات. وقال بوريطة، في كلمته خلال أعمال اللجنة المشتركة، إن "الذاكرة المغربية ستظل تحفظ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه عميق التقدير والاعتزاز لجهوده الفضلى وإسهاماته الكبرى إلى جانب المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني في إرساء أسس متينة لعلاقات ثنائية دائمة وهندسة مستقبلها وفق تصور حكيم قاد إلى الارتقاء بها إلى المستوى الرفيع الذي أصبحت عليه اليوم". وأكد الوزير المغربي أن "العلاقات بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة متميزة واستثنائية تستمد صلابتها ومناعتها من أسس الأخوة والصداقة والتضامن الدائم والتعاون المثمر التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمغفور له جلاله الملك الحسن الثاني". وأضاف: "سار على هذا النهج وأعطاه مضموناً ملموساً صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخوه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة". وأشار بوريطة إلى أن "التشاور السياسي مستمر والتنسيق دائم والتضامن موصول بين البلدين في كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.. وفي هذا الإطار، نعتز بالموقف الإماراتي الداعم لوحدة المغرب الترابية وسيادته على صحرائه؛ وهو موقف صادق يحظى بتقدير كبير لدى الشعب المغربي ويوازيه في صدقه الموقف المغربي الثابت الداعم لحق سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى". يذكر أن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المملكة المغربية، وقعا محضر الدورة الخامسة من اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية. كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم في شأن التعاون الثقافي بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة المملكة المغربية ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال أنشطة التقييس وتقييم المطابقة والجودة بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي بالمملكة المغربية ومذكرة تفاهم بين الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء في المملكة المغربية بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية "الكفاءة" وفقاً لمتطلبات الاتفاقية الدولية لمستويات التدريب والتأهيل والنوبات للعاملين في البحر " STCW78 وتعديلاتها.. إضافة إلى التوقيع على برنامج تنفيذي لاتفاق التعاون الإعلامي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة للأعوام 2018 – 2019.