في سابقة من نَوعها، أطلقت جمعية مدنية حملة توعوية أطلقت عليها "علاش كتشوف فيا"، للتحسيس بهذه الظاهرة التي يُمكن أنْ تترتب عنها عواقب وخِيمة. بوشتى كراشي، رئيس جمعية أطينكا صاحبة المبادرة، يوضح أن الحملة التوعوية "علاش كتشوف فيا" تهدف إلى تسليط الضوء على ظاهرة "الحضيان" أو "الشوفان" التي قدْ تَبدو عادية في الظاهر؛ لكن يُمكن أنْ تُؤدي إلى ردود أفعال لا تُحمد عقباها، قد تصل إلى القتل في بعض الأحيان، مُستدلا بحادث قتل شاب لزميله في الدراسة بمدينة طنجة بسبب تمعين النظر في حبيبته. وأبرز الفاعل الجمعوي أنّ الحملة التوعوية تَشمل مشاركة آراء المواطنات والمواطنين، لمعرفة وجهات نظرهم في عدد من الظواهر الاجتماعية التي نعيشها ونتعرض لها جميعاً كل يوم. وأفاد بأنّ هذه الحملة تندرج ضمن برنامج سطرته الجمعية منذ ثلاث سنوات، والتي تهدف إلى خلق حالة من الوعي لدى للجميع، ومحاولة لفتِ الانتباه إلى الكثير من الأمور التي تبدو في الظاهر عادية؛ ولكن في الواقع تترتب عليها عواقب وخيمة، من بينها التبول في الأماكن العامة، والإدمان على المُخدرات وغيرها. من بينِ الشهادات التي استقتها الجمعية دُون ذكر أسماء وصفات أصحابها، بهدف عدم التمييز بين مختلف مكونات المجتمع، يقول أحد المُتدخلين في فيديو نشرته الجمعية: "لا أفهم سلوك بعض الأفراد في مراقبة الآخرين بشكل مُستمر دُون توقف". من جهتها، اعتبرت شابة أخرى أنّ "نظرة الآخر لا تحمل دائما نظرة سلبية، قدْ ينظر إليك الآخر لإعجابه بما يرتديه، أو تسريحة شعره، أو وجود تقارب في التشابه بينه وبين أحد أقاربك، أم نظرة حنان اتجاه طفل أعجبك سلوكه". فيما تابع شاب آخر قوله: "علاش تتشوف فيا.. جملة مركبة متداولة بين الأوساط الاجتماعية المتواضعة والأحياء الشعبية، وهي عبارة عن تساؤل محمل بهجوم عنيف، ويحمل في صلبه هجوم على الآخر وإجبار على الجواب". ويعرف علماء الاجتماع "الحضية" أو "التبرگيگ" بالظاهرة الاجتماعية التي تنتشر بشكل أكبر بين الفقراء، لتعويض النقص المادي، ويصفونه ب"السلوك الذي يتبعه أصحاب الشخصيات الضعيفة".