انطلقت، اليوم الثلاثاء بمدينة مراكش، أشغال الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول "النساء والفلاحة في إفريقيا"، المنظم تحت إشراف المنظمة الأمريكية "لنثق في إفريقيا"، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوكالة المغربية للتعاون الدولي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والمنظمة الأمريكية للتنمية الإفريقية ومؤسسة "إيليوم كابتال". نديرة الكرماعي، العاملة المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قالت، خلال كملتها في الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة الدولية، "إن المرأة الإفريقية تشكل رمزا للأمل وفرصة النماء والارتقاء لا قوة عمل فقط". وأضافت الكرماعي أن المغرب "أطلق العديد من الإصلاحات الضامنة للحقوق الخاصة بالمرأة والتي شكلت فضاء لتفتق إبداعاتها لمحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي، وفق رؤية استراتيجية ديمقراطية إنسانية واقتصادية". وأبرزت العاملة المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن هذه الأخيرة حققت الغايات التي انطلقت من أجلها، حيث شكلت فرصة ليعبر المواطنون عن حاجاتهم وأولياتهم، في سياق حكامة تتأسس على إشراك السكان المحليين ومن ضمنهم المرأة التي تعتبر فاعلا أساسيا في المشاريع التنموية"، مشيرة إلى أن مشاركتها كانت خلال سنة 2006 في حدود 7 في المائة فيما بلغت سنة 2017 نسبة 21 في المائة. وأوضحت المسؤولة ذاتها "أن هذه المشاريع تشمل قطاعات عدة، كالصناعة التقليدية والفلاحة؛ وهو ما مكن المرأة من تحقيق الثقة بذاتها والاطمئنان على حياتها ولقمة عيشها وأسرتها". نديرة الكرماعي، العاملة المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أكدت أن المبادرة لم تحقق كل ما رسمت؛ ولكنها تسير في الطريق الصحيح، مستدلة على ذلك بلغة الأرقام، ف INDH أنجزت 71 ألف مشروع عام وفر فرص الشغل ومدخولا قارا لفائدة 60000 امرأة 5200 منهن في قطاع الفلاحة، كما حقق تمدرس الفتاة القروية نسبة 55%"، وفق تعبيرها. كما ذكرت الكرماعي بدُور الأمومة التي "أحدثت لمصاحبة النساء والإنصات لهن من لحظة حملهن إلى فترة وضعهن"، وفق تعبيرها. من جهتها، أكدت أيساتا إيسوفو، السيدة الأولى لدولة النيجر، أن "الفلاحة تلعب دورا مهما في الحياة السوسيواقتصادية لدولتها، حيث يضم المجال القروي 87 في المائة من اليد العاملة النشيطة والتي تشارك بنسبة 42 في المائة في الناتج الخام". وتابعت أيساتا إيسوفو مستدركة: "لكن، للأسف، تبقى النساء ضحية زراعة غير مربحة لهن، بالرغم من أنهن يشكلن نصف سكان البلاد، ويعتبرن سواء بالمنزل أو بالعمل شركاء أوفياء يملكن المهارة والكفاءة"، ولفتت إلى أنه "بالرغم من هذه الرؤية المؤلمة، فإن قرارا واعيا اتخذ بوضع النساء في قلب كل استراتيجيات التنمية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي". بديعة بيطار، رئيسة جمعية النساء المقاولات بجهة مراكش أسفي، إن "الدورة الأولى خرجت بعدة توصيات تبلورت في الدورة الحالية"، مضيفة نحن بصدد خلق حاضنة لكل النساء اللائي يردن إحداث مقاولات". وتابعت بيطار قائلة: "نفكر في خلق ازدواج بين المواد التي تتوفر عليها الدول الإفريقية وما نتوفر عليه بالمغرب وجهة مراكش كالزيوت، فمثلا يمكن لنساء جهتنا تحضير مادة الكسكس ومزجها بعشبة إفريقية تعالج داء السكري، وهذا اقتراح نستعد لعرضه في إطار هذا المنتدى"، تختم بيطار. يذكر أن الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول "النساء والفلاحة في إفريقيا" يشارك فيها حوالي 500 محاضر، يمثلون مسؤولين من مستوى رفيع وشخصيات نسائية مرموقة وشخصيات من عالم المال والأعمال وخبراء دوليين وفاعلين من المجتمع المدني. ويشار إلى المؤتمر نفسه يعتبر فرصة لتسليط الضوء على يوميات نساء يشتغلن بالحقول في عموم القارة، وإبراز دور ومساهمة المرأة الإفريقية في الفلاحة والتنمية المستدامة باعتبارها قضية حاسمة ومصيرية بالنسبة إلى القارة السمراء.