قد يبدو الذهاب في رحلة إلى مكان ما أمرا جيداً بالنسبة للإنسان، لكن الأمر أسوأ بكثير بالنسبة لكوكب الأرض، إذ أظهرت أبحاث جديدة حول الموضوع أن نسبة انبعاث غاز ثنائي أكسيد الكربون الناتج عن السياحة العالمية اليوم فاقت ثماني مرات الإحصاءات الماضية، ممثلةً بذلك نسبة 1 على 12 من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم. هذا وعادة ما تُحصر التحليلات السابقة فقط في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) الناتجة عن السفر الجوي، لكن الدراسة الجديدة تشمل أيضا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الاحتباس الحراري المترتبة عن بناء وصيانة البنية التحتية، مثل الفنادق والمطارات، بالإضافة إلى الانبعاثات المرتبطة بمشتريات السائحين من المواد الغذائية والمشروبات والهدايا التذكارية. وحسب تقرير فريق البحث الذي تم نشره في مجلة نيتشر Nature فقد قدر الباحثون، باستخدام البيانات التي تم جمعها، والتي تضمنت 160 دولة، أن السياحة العالمية في عام 2013 كانت مسؤولة عن انبعاثات الغازات الدفيئة بما يعادل 4.5 مليارات طن متري من ثاني أكسيد الكربون، أي حوالي 8٪ من الانبعاثات العالمية في ذلك العام؛ في وقت يبلغ معدل السفر الجوي حوالي 12٪ فقط من اٍجمالي الانبعاثات. هذا وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية سابقا طريقتين لخفض الانبعاثات الكربونية المترتبة عن السياحة العالمية: اختيار المسافرين لوجهات أقرب إلى بلدانهم أو الاعتماد على وسائل النقل العامة من أجل التنقل من جهة، والتزام الحكومات بتقديم حوافز لمقدمي الخدمات السياحية لتعزيز كفاءتها في مجال الطاقة من جهة أخرى. عكس ذلك، لاحظ الباحثون أنه لا وجود حتى الآن لأي منهج ناجح بشكل كبير. إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، وبالموازاة مع ارتفاع النمو الاقتصادي في العالم كما هو متوقع، ستصل نسبة انبعاث غاز ثنائي أكسيد الكربون المترتبة عن السياحة العالمية إلى %40 (أي ما يعادل 6.5 مليارات طن متري من ثنائي أكسيد الكربون) مع حلول سنة 2025. *مجلة ساينس