قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، إن صفقة القرن التي تروج لها الولاياتالمتحدة الأميركية لحل القضية الفلسطينية "لن تكون لها نتيجة". وأضاف بنكيران، في تصريح لهسبريس، على هامش الندوة الدولية التي نظمت بالمكتبة الوطنية تحت عنوان "فلسطين وصفقة القرن" مساء السبت، أن "كل محاولة لا تأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني كاملة في أن يكون ككافة الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية، يتمتع بسيادته فوق أرضه، لن تكون لها نتيجة". من جهته، قال عبد الرحمن بن عمرو، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في مداخلته بالندوة نفسها إن الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من قضاياه المصيرية، "لأنها ترمي إلى الدفاع عن حقوق الإنسان، ومواجهة العدوان الصهيوني السياسي والاقتصادي والثقافي ضد شعب أعزل". وأضاف عبد الرحمن بن عمرو أن كل سنة من السنوات السبعين التي مرت على النكبة "تؤكد استهتار الكيان الصهيوني بالشرعية الدولية وحقوق الإنسان، ونهمه في التوسع، واستمراره في احتلال أراض عربية بجوار فلسطين إلى حدود لآن، واعتقاله آلاف المقاومين والمناضلين الفلسطينيين دون محاكمة أو بمحاكمات صورية، وممارساته العنصرية تجاه الفلسطينيين"، ومحاولته إثارة الفتن والنعرات الطائفية في الدول العربية "بهدف التفتيت". فيما ذكر محمد طلابي، مدير مجلة "الفرقان"، أن "تحرير فلسطين يحتاج معركة إصلاح لعودة السلطة والسيادة إلى الأمة"، مضيفا أن "تحرير فلسطين يمر من تحرير شعوبنا من الفساد والاستبداد". وتخوف طلابي من أن تمر صفقة القرن "إذا لم نقم بمصالحة شاملة بين الإسلاميين والعلمانيين، السنة والشيعة، وبين المجتمع المدني والمجتمع الحكومي، والتيارات والصراع الإيديولوجي التافه"، موضحا في السياق ذاته أننا "نعيش صفقتين لقرنين، صفقة في القرن ال20 انتهت بتفكيك المشرق، وغرزت كيانا غريبا في البوابة الشرقية، وأسقطت الخلافة العثمانية، وفككت جسم الأمة، وصفقة القرن ال21 التي تريد تشكيل أنفاق جديدة، وتعني أمة كاملة في دائرة العروبة ودائرة أمة الإسلام". وأشار طلابي إلى أن "العدو تسرب كالنمل من عيوبنا، ولهذا نجحت المؤامرة لوجود أنفاق في جسد الأمة"، مفسرا محاولة تفتيت الكيانات العربية بكون القرن الحالي "عصر التكتلات العابرة للدولة الوطنية، الذي لا مكان فيه للأقزام، والكيان يعرف أنه قزم سكانيا وجغرافيا، ويريد أن يكون القزم الأكبر ليحكم الأقزام الصغرى". من جهته، صرح خالد السفياني، منسق المؤتمر القومي الإسلامي، أن "الشعب الفلسطيني شعب واحد موحد، وكل الفلسطينيين على الأرض شهداؤهم وجرحاهم لا يُختارون من هذا الفصيل أو ذاك". وزاد قائلا: "إذا لم تواكب القيادات الفلسطينية هذه الوحدة سيتم تجاوزها، وسيخلق الشعب قيادات جديدة". وأضاف أن "قمة المواجهة هي تحرير الشعب العربي من الفساد والاستبداد، ولكن لا يمكن أن ننتظر تحرير الشعب العربي لنحرر فلسطين؛ بل أن يكون نضالنا متوازيا"، منبها في الآن نفسه إلى إرادة "إشعال حرب مغربية جزائرية"، ودعا إلى "التريث"، وأن يقع البحث للتأكد من أن التسريب ليس مصدره "بعض الأكاذيب الصهيونية بوثائق مزورة". ورفض السفياني "المس بوحدتنا الترابية"، مضيفا أن "المؤتمر القومي الإسلامي لا يمكن أن يسمح بتفتيت أي قطر"، ثم استرسل قائلا: "سواء اتفقنا أو اختلفنا مع حماس ومع إيران أو غيرها من الدول، يجب أن نكون حذرين مما يسرب إلينا لخلق حالة من الانهيار، لأنه لم يبق لهم إلا المغرب العربي لتنتهي أي مقاومة".