بعدما كان المغاربة يتكهنون بأن يُثمر اللقاء الذي جمع العاهل المغربي، محمد السادس، بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في العاصمة الفرنسية باريس، تحوُّلا في موقف السعودية بشأن دعْم الملف المغربي لاحتضان كأس العالم، عاد تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية، لينسف هذه التكهنات. وكان آل الشيخ أثار سخط المغاربة قبل أسابيع حين لمّح، في "تغريدة" على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، إلى أنَّ المملكة السعودية لن تدعم الملف المغربي، وستدعم الملف الأمريكي، وهو ما فُسّر، حينها، على أنّه "عقاب" للمغرب على تقاربه مع دولة قطر. وكتب آل الشيخ في حسابه على موقع "تويتر"، مطلع مارس الماضي، في خطاب موجّه إلى المغرب: "هناك من أخطأ البوصلة. إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم..ما تقوم به هو إضاعة للوقت.. دع "الدويلة" تنفعك..رسالة من الخليج إلى المحيط". وغداة اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس مع ولي العهد السعودي محمد بنسلمان، ورئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في باريس، تكهّن عدد من المتابعين بأن يغيّر هذا اللقاء الموقف الذي عبّر عنه الرجل القوي في الإدارة الرياضية السعودية، لكنَّ الأخير عادَ ليؤكّد في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية موقفه السابق. تركي آل الشيخ أعاد التأكيد بالحرف الموقف الذي عبّر عنه قبل أسابيع، وقال، جوابا على سؤال صحافية CNN حول الملف الذي ستصوّت له السعودية: "نحن نبحث عن مصالح المملكة العربية السعودية..لم نحدد موقفنا بالضبط إلى حد الآن، لكنّ مصالح المملكة العربية السعودية فوق كل اعتبار". ورغم إشارته إلى أنَّ السعودية لم تحدد موقفها إلى حد الآن، حول ما إنْ كانت ستصوّت للملف المشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، أم للملف المغربي، فإنّ تركي آل الشيخ حرص على التلميح إلى مَيل صوت السعودية إلى الملف الأمريكي، بحرصه على القول: "الولاياتالمتحدةالأمريكية دولة حليفة، ومن أعظم وأقوى حلفائنا في الشرق الأوسط". الرجل القوي في الإدارة الرياضية السعودية أبْدى أيضا ميله إلى دعم الملف الأمريكي بقوله: "من أكثر كؤوس العالم التي استمتعت بها كأس العالم 1994 في أمريكا، والذي شهد حضورا جماهيريا لافتا، وحقق فيه المنتخب السعودي أفضل النتائج".