في تصريح مُثير للجدل على قناة العالم الإيرانية، خرج الناشط المغربي خالد السفياني ليكذب الرواية المغربية بخصوص تورط حزب الله اللبناني وإيران في دعم وتسليح جبهة البوليساريو الانفصالية. وقال السفياني، بصفته المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، في برنامج "مع الحدث"، المعنون ب"تحريض المغرب على إيران، والدور السعودي الأمريكي": "أرفض رفضاً كاملاً قطع العلاقات مع إيران، لأنني شخصياً أعتقد أن الأمر غير صحيح على الإطلاق..وأنا أعرف أحبتي وإخواني في حزب الله ولا يمكن أن يقوموا بهذا العمل". السفياني، الذي سبق أن كرمه حزب الله اللبناني الشيعي في أكثر من مناسبة، اتهم "الموساد الصهيوني بتسريب معطيات مغلوطة وغير صحيحة للمغرب، كما قال سابقاً عن إيران إنه يمتلك عشرات الوثائق وتبين أنها غير صحيحة". ووجه الناشط المغربي في مداخلة على الهواء من الرباط أصابع الاتهام إلى "الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء تحريك قضية البوليساريو وتسريب أشياء غير صحية لضرب العلاقات الإيرانية المغربية"؛ وذلك من أجل "خلق فجوة بين الشعب المغربي وحركات المقاومة في وقت فشلت كل المحاولات السابقة، وذلك لإلهاء الشعب المغربي عن قضية فلسطين وشغله بقضايا أخرى". وزعم خالد السفياني أن قطع العلاقات المغربية الإيرانية "يمكن أن يكون في إطار ما يسمى صفقة القرن التي تطرقت لها حركة حماس الإسلامية"، محذراً "الإخوان في الجزائر من الوقوع في الفخ لأن هناك مخططا لخلق صراع جزائري مغربي يدخل في هذه الصفقة التي تهدف إلى إلهاء الشعوب عن القضية الفلسطينية الأولى". وبدا السفياني متفقاً مع الطرح الإيراني وضيوف البرنامج من الجزائر وحزب الله الذين زعموا "وجود صفقة عقدت على ظهر إيرانوالجزائر وعلى قضية الصحراء في لقاء باريس الأخير بين ولي العهد السعودي وملك المغرب محمد السادس ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري"، بتعبير حدة بن حزام، رئيسة تحرير صحيفة الفجر الجزائرية. ورغم تأكيد الحكومة المغربية أنها تمتلك مجموعة من الأدلة التي دفعت المغرب إلى قطع علاقاته مع إيران، مؤكدة أن "هذا القرار سبقته زيارة وزير الخارجية إلى طهران، ولقاؤه مع وزير الخارجية الإيراني، وتقديم الأدلة، وذلك لخطورة الأوضاع"، تابع السفياني: "حتى إن كانت هناك وثائق فهي مزورة وغير صحيحة من قبل الموساد". ودعا المتحدث إلى خلق حوار جدي بين الرباطوطهران وحزب الله وكل التنظيمات المقاومة لتبديد الغموض والطروحات إن كانت موجودة، مؤكداً أن "الشعب المغربي كله مع الوحدة الوطنية ومع مغربية الصحراء". وكانت الحكومة المغربية أعلنت أنه "منذ سنتين كانت هناك خطوة من حزب الله لدعم ما يسمى الشعب الصحراوي"، موردة أنه "منذ مارس من سنة 2017 حصلت تطورات غير مسبوقة، كانت موضوع حوار مطول مع الطرف الإيراني". وخلال الندوة الصحافية التي عقدها الناطق الرسمي باسم الحكومة بالرباط، تحدث مصطفى الخلفي عن "ثلاثة أدلة أساسية دفعت المغرب إلى قطع علاقاته مع إيران"، أكد أن أولها "رصد خبراء عسكريين من حزب الله قاموا بزيارة المخيمات والانخراط في عمليات لأجل تدريب البوليساريو على حرب العصابات في الكوموندو الأول"، موردا: "المغرب بلد يدافع عن الوحدة الترابية، والذين يتصورون أن أجهزتنا لا تتابع فهي تتابع بشكل كبير". من جهة ثانية أكد الخلفي أنه تم ضبط "إرسال خبراء متفجرات إلى تندوف لتدريب عناصر الميلشيات هناك بهدف المس بأمن وسلامة المغرب"، كاشفاً: "حصلت تطورات أخطر، وهي تسليم شحنة أسلحة لمليشيات البوليساريو تتضمن صواريخ سام 9 سام 11 وستريلة".