دخلت لجنة ترشح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026 المراحل الأخيرة والحاسمة في سباقها مع الملف الثلاثي لأمريكا، كندا والمكسيك، حيث بلغ الصراع أشده وبدأت مرحلة الضغط العالي والضرب تحت الحزام والاستفزاز وجميع ما يمكن أن يرشح كفة على أخرى وبشتى الطرق عملا بمقولة "الغاية تبرر الوسيلة"، وبدعم غير معلن من الاتحاد الدولي لكرة القدم. وأطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنان لتصريحات وصفها الإعلام الدولي ب"العنصرية والبذيئة"، بعد أن غط في نوم عميق طيلة الشهور القليلة الماضية ولم يظهر أي موقف واضح من ترشح الملف الثلاثي لتنظيم المونديال، في وقت اعتبرت الصحف الأمريكية بشكل معلن الرئيس الحالي لأمريكا وسياسته الخارجية نقطة ضعف خطيرة قد تعصف بحظوظ البلد في احتضان المونديال للمرة الثانية بعد سنة 1994. ووجه ترامب بتغريدته "الحادة" الأخيرة تهديدا قويا ومباشرا لدول العالم، التي كانت تستعد للتصويت لصالح المغرب، وهو ما قد يقلب الأمور رأسا على عقب في حال استشعرت بعض الدول أن خطاب الدولة الأقوى في العالم موجه لها ولمصالحها السياسية والاقتصادية، في وقت اكتفت "فيفا" بالمشاهدة، بعد أن تم خرق قواعد وأنظمة ترشح الدول الراغبة في تنظيم المونديال، حيث تدخلت الحكومة الأمريكية بشكل سافر لتوجيه الأصوات، عبر ضغوط خارجة عن الإطار الرياضي. ورغم اعتبار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التزام "الصمت" وعدم الرد على تفاعلات ترامب والاكتفاء بالضغط السلبي الذي فرض على الملف الأمريكي من الصحافة العالمية بعد الخرجة الغريبة للرئيس الأمريكي، إلا أن الجانب الأمريكي يبدو ملما بتفاصيل تجري في الكواليس من أجل تيسير الأمر على ملفه دون الخوف من أي عقوبة قد تطال الترشح الثلاثي. ثورة ترامب التواصلية الأخيرة دفعته إلى محاولة 'الأكل من الطبق المغربي" عبر استمالة الأصوات الإفريقية من خلال دعوة رئيس دولة نيجيريا للتصويت لصالح الملف الثلاثي في وقت تبذل جهود كثيرة من أجل ضمان أكبر عدد من الأصوات في إفريقيا لصالح المغرب، باعتبار ترشح الأخير "ترشحا لإفريقيا ككل". واختار المغرب اللعب النظيف في منافسة تبدو غير متكافئة على الورق، مستغلا علاقاته الإفريقية وموقعه الجغرافي وانفتاحه على العالم لكسب تعاطف دولي، في وقت فضلت أمريكا إظهار جبروتها وقوتها وهيمنتها لنيل شرف التنظيم، عبر الترويج للمكاسب الاقتصادية من جهة والضغط سياسيا من جهة ثانية. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com