بعد غياب طويل عن الساحة الفكرية، عاد المفكر المغربي محمد شفيق، عضو أكاديمية المملكة والمدير السابق للمدرسة المولوية العميد السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ليلقي حجرا كبيرا في بركةِ قضية قال إنها تشغل باله بشكل مستمر منذ عشرات السنين، وهي حال الثقافة العربية الإسلامية. وانتقد شفيق، في كلمة غداة منحه الجائزة التكريمية للثقافة في الدورة الخامسة والأربعين لأكاديمية المملكة، مساء الخميس، الركود الذي يسم الثقافة العربية الإسلامية وعدم تطوّرها لتساير العصر، قائلا إنها "ما زالت تتحايل مع الموضوعية وتتجاهل الواقع". وأردف المتحدث أن الثقافة العربية الإسلامية، وبالرغم من الجهود التي بذلها مجموعة من المفكرين المسلمين العرب، طوال القرن الماضي، ما زالت "تفضل التعامل مع الخيال الجامح وتتنكر لمبادئ المنطق الجدلي الذي صار منذ قرنين على الأقل، ركيزة لكل تفكير خلّاق منتج ومحفز للتقدم والارتقاء". وانتقد عضو أكاديمية المملكة والمدير السابق للمدرسة المولوية العميد السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الخلْط الذي يسم استنباط واستقراء العرب والمسلمين للأحكام، وخلطهم بين الواقع والمُتَخيّل، عازيا سبب ذلك إلى ما سمّاه "الخلط المفرط الذي يتعامل به فكرنا الجماعي مع الفلسفة ومع ما تفرع عنها مِن البحوث الاجتماعية والسيكولوجية الرامية إلى تغذية الفكرة تغذية ناجعة ليستطيع الخلق والابتكار". واستطرد قائلا: "هذا جعل الفلسفة تعاني اليُتم بين المواد الدراسية، وصارت منبوذة على الإطلاق، ولا غرابة أن تغيب الموضوعية وتطغى الذاتية والعاطفية في خطاباتنا واستدلالاتنا ومعتقداتنا، مع ما لذلك من تأثير على حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية". وتساءل شفيق: "فهل من سبيل إلى العمل قصد جعل جميع مساعي المفكرين المسلمين والعرب تتضافر لوضع الثقافة العربية الإسلامية على السكة الرشيدة؟". عضو أكاديمية المملكة والمدير السابق للمدرسة المولوية العميد السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية اعتبر أنّ المغرب "صار أهلًا ليكون هو المرشد لما فيه صلاح ثقافتنا لما يتسم به من انفتاح ومن صرامة في مقاومة العنف والتطرف، ما جعله ينتقل بشكل مَرن من الأحادية الثقافية التي كانت تختزل كل مكونات البلد في عنصر واحد وحيد، إلى تدبير التنوع والتعددية بشكل عقلاني متوازن".