انضم مسلمو ألمانيا إلى تحالف مدني ومجتمعي واسع يهدف إلى رفض دخول حزب البديل من أجل ألمانيا إلى البرلمان، إذ بادرت مائة شخصية سياسية، دينية، ثقافية، ورياضية إلى توقيع عريضة تدعو إلى رفض السياسات التي يتبناها التنظيم، الذي يصنف ضمن الأحزاب اليمينية الشعبوية المتطرفة التي تدعو إلى رفض الأجانب، وخاصة اللاجئون، وكذا محاربة الإسلام والمسلمين. وكان سعيد بركان، رئيس فرع المجلس الأعلى للمسلمين في ولاية هيسن الألمانية، وهو من أصول مغربية، ضمن أول الموقعين على عريضة "لا لدخول حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، إلى برلمان هيسن". وعقد الموقعون على العريضة، الرافضة للحزب اليميني المتطرف، ندوة صحافية عرضت من خلالها أهداف العريضة، التي تتجلى في مقاومة الأفكار العنصرية التي بدأت تجتاح المجتمع الألماني ضد الأجانب. واعتبر الموقعون، خلال الندوة، أن ظهور حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، ناجم عن مظاهر التشنج الحاصل جراء الأزمة السياسية والاقتصادية التي لم تسلم منها ألمانيا، والتي أفرزت خلط بعض الأوراق وظهور بعض الألوان السياسية القاتمة التي حاولت أن تلعب على الخوف المجتمعي غير المبرر من الأجانب واللاجئين، ومن المسلمين والإسلام على وجه التحديد. وأكد سعيد بركان، في اتصال مع هسبريس، أن "هذا الحزب ليس بديلا لألمانيا، بل خطر عليها؛ فبرنامجه معاد للإسلام وعنصري، ويشكل بذلك نواة لخلق التفرقة بين مكونات المجتمع الألماني من خلال خطابه العدواني الذي يعد سببا مباشرا في الهجمات على اللاجئين، وعلى المسلمين وأقليات أخرى في البلاد". ويضيف سعيد باركان، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في هيسن، وهو أبرز الموقعين على العريضة: "حصلنا الآن على أكثر من 100 توقيع، ضمنها توقيعات أساتذة ونقابيين وأعضاء في البرلمان ورجال كنيسة"، وزاد: "يتحدث أصحاب هذه المبادرة عن تحالف اجتماعي واسع، لأن حزب البديل في رأينا مناهض للدستور". من جهتها اعتبرت أولريكه إيفلر، المديرة الإدارية الإقليمية لاتحاد نقابات عمال ألمانيا (DGB) في جنوب شرق هيسن، أن حزب البديل من أجل ألمانيا هو "الطرف الأكثر خطورة منذ تأسيس الجمهورية الاتحادية". واستغل الحزب وصول أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا عامي 2015 و2016، وأغلبهم من دول ذات أغلبية مسلمة، ليثير الخوف لدى الناخب الألماني من الإسلام والمهاجرين، لكسب مزيد من الأصوات والشعبية. ويتمتع الحزب بأكبر شعبية في القسم الشرقي من ألمانيا رغم أن عدد المهاجرين في هذا القسم أقل من بقية ألمانيا، حيث حصد 13 ٪ من أصوات الناخبين ليتجاوز بذلك حزبي الخضر واليسار. وتأسس حزب البديل من أجل ألمانيا في برلين شهر فبراير 2013 كرد فعل على سياسة إنقاذ اليورو، وحقق انتصارات في الانتخابات في مدن زاخن وبراندنبرج وثورنجن، وفي 2015 تفوق في انتخابات كل من هامبورج وبرمن، وفي 2016 انتصر أيضا في بادن فاتنبرج وراينلاند بفالذ وزاخن أنهالت. ويصنف البديل من أجل ألمانيا بأنه حزب يميني شعبوي، وتوصف السياسات التي يتبناها بأنها تحمل توجهات يمينية شعبوية أو متأثرة باليمين الشعبوي، إذ يصف بعض علماء السياسة قيادييه بأنهم ذوو توجهات يمينية متطرفة أو يمينية أصولية أو شعبوية.