بعد أن حضر للمؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكي بالراشيدية كل من حزب العدالة والتنمية حليف الكتاب في الحكومة، والاشتراكي الموحد الذي يتقاسم مع "الرفاق" المرجعية اليسارية، أبدى محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، اليوم الأحد في كلمة للافتتاح النشاط التنظيمي لحزبه، رغبة في تحالف مكون من هذا الثلاثي. وقال بنعبد الله إن حضور الحزبين المتعارضين في نشاط للتقدم والاشتراكية يحمل إشارات سياسية، معلنا أن "التوحيد بين الاشتراكي الموحد والعدالة والتنمية هو الهدف المنشود وهي إشارات قوية في العمل السياسي بجانب المعطى الإنساني الذي يجمعهم". وبعدما أوضح بنعبد الله أن "العلاقات مع الاشتراكي الموحد إنسانية"، اعتبر أن حزبه الذي يوجد في الصف الديمقراطي اليوم "تعود على تلقي الضربات وعشنا أكثر مما عشنا في الانتخابات الأخيرة"، مشددا على عزم حزبه في مواصلة المشوار بالدعوة للديمقراطية واستقلالية القرار بكل مسؤولية وحرية. واعتبر أمين عام حزب الكتاب أن "المغرب عرف طفرة اعترف بها العالم، وشعر بها المجتمع؛ ولكن يجب الاعتراف بأنه بعد التصويت على الدستور هناك نوع من القلق والتباطؤ في تنفيذ الإصلاحات"، مذكرا بما عاشه المغرب بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة وما رافقها من أحداث كان أبرزها: عدم تمكن عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق بحزب العدالة والتنمية، من تشكيل الحكومة بعد ستة أشهر من تعيين الملك محمد السادس له. بنعبد الله، وهو يخاطب مناضلي حزب الكتاب، قال: "إن خطابنا موجه إلى المستقبل هو أن المغرب محتاج إلى نَفَس ديمقراطي شبيه بما عشناه في بداية القرن الحالي"، موردا أن "الدستور المغربي متقدم على مستويات عدة ويجب أن يجسد على أرض الواقع في كل مضامينه السياسية". وربط الأمين العام للكتاب التوفر على نظام ديمقراطي سليم تلعب فيه المؤسسات أدوارها الكاملة بتفعيل مقتضيات الدستور، مشددا على أنه "ليس هناك ديمقراطية دون ممارسة سياسية سليمة، وتنافس سياسي بين الأحزاب عبر صناديق الاقتراع وأن تتصرف الأحزاب بكل استقلالية". "النفس الديمقراطي الجديد، والذي يعد شعارا لمؤتمر الحزب، نعتقد أنه يتناسب مع الوضعية الحالية، بسبب فقدان النموذج الحالي القدرة على المواصلة"، يقول بنعبد الله داعيا إلى العودة إلى ما حصل في الأمس القريب؛ لأنه ليس هناك مدخل للنموذج التنموي الجديد بغير النفس الديمقراطي. الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية سجل أن النموذج التنموي الحالي أبان عن محدودية، وهو ما أثبتته الاحتجاجات التي شهدتها العديد من المناطق، مبرزا أن هناك نقائص عدة في قطاعات اقتصادية، ومظاهر الريع في الاقتصاد الوطني وجوانب فاسدة، الذي لم يستطع انتاج المناصب الكافية من الشغل ومستوى النمو وتوزيع الثروات. وطالب بنعبد الله بالتعامل بديمقراطية مع الاحتجاجات المشروعة التي تعرفها العديد من المناطق، بالرغم من بعض الاستغلال الذي يمكن أن تتعرض له من بعض دعاة الفتنة، مسجلا أن بشكل عام هناك مظاهر للفقر والإقصاء في العشرات من الأقاليم بسبب غياب العدالة الاجتماعية ومنها أقاليم جهة درعة تافيلالت.