أعلن معهد "أماديوس" عن إنشاء تحالف إقليمي لمتابعة انضمام المغرب إلى مجموعة "سيدياو"، عقب اختتام ورشات عمل وتفكير في أبيدجان، حضرها مسؤولون إيفواريون ومغاربة تباحثوا حول رهانات طلب المملكة الانضمام إلى تكتل دول غرب إفريقيا. وجاء الإعلان عن تأسيس هذا التحالف في بيان مشترك صدر، اليوم السبت، عن معهد "أماديوس" المغربي والمبادرة الفلاحية والقروية، وهو مركز تفكير من السينغال، والمركز الإيفواري للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى شركاء آخرين. وأشار المصدر إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل دول غرب إفريقيا بخصوص عضوية المغرب المرتقبة، وهو ما يستوجب شرح وتعميق المباحثات والنقاشات حول الإيجابيات والتحديات التي يطرحها موضوع انضمام المملكة إلى هذا التكتل الذي يضم 15 دولة. وسيعمل التحالف الإقليمي المؤسس على متابعة مسلسل انضمام المغرب إلى "سيدياو" عبر إعداد قراءات وتحليلات حول التكامل الاقتصادي للمجموعة، ورهانات تنقل الأشخاص، وأيضاً التأثيرات الماكرو اقتصادية، وآثار التدفقات اللوجستيكية والتجارة. وقد دعا هذا التحالف الدول الأعضاء في "سيدياو" والمغرب إلى تبني عملية تفاوض مفتوحة أمام جميع الجهات الفاعلة من أجل تعزيز روح مجموعة اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الوطنية لجميع الأطراف. كما أكد على ضرورة التفكير في إطار للتفاوض ينظم على مراحل مختلفة من أجل الحفاظ على المكتسبات وتعزيز فرص التنمية أكثر فأكثر. وبعد محطة دكار وأبيدجان سينفتح التحالف الإقليمي لمتابعة انضمام المغرب على الدول الأنجلوساكسونية في "سيدياو"، حيث أعلن عن تنظيم ورشات تفكير مع مراكز بحث في غاناونيجيريا، بدعم من الاتحاد العام لمقاولات المغرب. جدير بالذكر أنه منذ تقدمت المملكة المغربية بطلب رسمي للانضمام إلى التكتل الإقليمي لدول غرب إفريقيا في فبراير من العام الماضي، طرح النقاش بشكل قوي في بعض الدول حول رهانات هذا الانضمام المرتقب، كما تم التساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك. ولا تعارض معظم دول غرب إفريقيا هذا الأمر، فقد حظي الطلب بموافقة مبدئية من رؤساء هذه الدول، لكن استكمال مسلسل العضوية لا يزال طويلاً، فقد أعلنت مفوضية "سيدياو" عن إجراء دراسة لتقييم هذا الانضمام، كما أن المصادقة النهائية يجب أن تمر على مراحل عدة، بدون برمجة لحد الساعة. ويعتبر تكتل دول غرب إفريقيا، ويطلق عليه بالفرنسية "سيدياو" والإنجليزية "إيكواس"، أقوى وأنجح تجمع اقتصادي في القارة الإفريقية، ويضم سوقاً يبلغ تعداد سكانها أكثر من 350 مليون نسمة، وفي حالة انضمام المغرب سيصبح الناتج المحلي الإجمالي له حوالي 730 مليار دولار، وسيصير السادس عشر عالمياً كأقوى اقتصاد. حضور المغرب في بعض دول المنطقة يبقى قوياً عبر عدد من الاستثمارات في مجالات البنوك والبناء والتأمين والاتصالات، كما أن لديه علاقات سياسية قوية في معظمها، وفي سنة 2016 بلغت نسبة الصادرات المغربية نحو "سيدياو" نحو 37 في المائة من مجموع صادراته في القارة. ويستورد المغرب من دول "سيدياو"، بالأساس، الوقود والمنتجات المصنعة والمنتجات الغذائية، خصوصاً من نيجيريا والكوت ديفوار والتوغو وغينيا والسينغال، لكن وارداته من القهوة والكاكاو والمانجو والكاجو من "سيدياو" تبقى ضعيفة، إذ يستوردها من أمريكا اللاتينية والهند، رغم أن غرب إفريقيا أكبر المنتجين لها.