بعد سبع سنوات من سيطرة المعارضة المسلحة، أعلن الجيش السوري اليوم السبت أن منطقة الغوطة الشرقية أصبحت خالية من "الإرهابيين"، بعد أن غادر المسلحون دوما والتي كانت المدينة الأخيرة الواقعة تحت سيطرة إحدى الفصائل، وذلك تطبيقا لاتفاق عقد برعاية روسيا. وفي بيان رسمي نشرته وكالة (سانا) السورية للأنباء، أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية "تحرير الغوطة الشرقية بكامل بلداتها وقراها من التنظيمات الإرهابية وذلك بعد إخراج جميع الإرهابيين من مدينة دوما آخر معاقلهم في الغوطة الشرقية". وأضاف البيان أنه "بعد سلسلة عمليات عسكرية مركزة وقوية على مدى عدة أسابيع أتمت وحدات من قواتنا المسلحة والقوات الرديفة والحليفة تطهير الغوطة الشرقية بكامل بلداتها وقراها من التنظيمات الإرهابية المسلحة وذلك بعد إخراج جميع الإرهابيين من مدينة دوما آخر معاقلهم في الغوطة الشرقية". كما أوضحت القيادة أن عددا من وحدات المهندسين العسكريين وخبراء المتفجرات بالجيش السوري بدأت عمليات فحص للمدينة من أجل "إزالة الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون.. وذلك بهدف تمكين بقية الوحدات من تأمين المناطق المحررة وتجهيزها لعودة المدنيين إلى منازلهم آمنين". وشددت أيضا أنها "لن تتوقف عن محاربة الإرهاب واجتثاثه من سوريا مهما حمته ورعته بعض الدول الداعمة له وصولا لإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية". وكان البيان قد أشار إلى الغارات التي شنتها الولاياتالمتحدة اليوم ضد مواقع لقوات نظام بشار الأسد في العاصمة دمشق وضواحي مدينة حمص والتي قالت واشنطن إنها مراكز لإنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية. وجاء فيه أن "منظومات الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري" تصدت "للعدوان الثلاثي الذي شنته الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا على العديد من الأهداف في سوريا". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أوضح سابقا أن القوات السورية والروسية استعادت السيطرة على الغوطة بعد خروج آخر قافلة مكونة من عشرات الحافلات التي تحمل الآلاف من مقاتلي "جيش الإسلام" الذي كان يسيطر على دوما مع عائلاتهم نحو شمال البلد العربي تنفيذا لبنود الاتفاق مع روسيا. ويشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت يوم 21 من الشهر الماضي من موسكو أن القوات الموالية للأسد سيطرت بالكامل على دوما التي شهدت السبت الماضي هجوما مفترضا بأسلحة كيماوية تسبب في وفاة العشرات من المواطنين، لتحمل الولاياتالمتحدة ودول أخرى مسئولية ذلك لنظام دمشق. وكانت القوات الموالية للنظام السوري قد حققت تقدما على الأرض خلال الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي تفاوضت فيه روسيا مع فصائل المعارضة الإسلامية الموجودة في الغوطة الشرقية وتوصلت معها لاتفاق بإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين في مغادرة هذه المنطقة، والذي يعد في الواقع اتفاق استسلام. وبعد العملية العسكرية التي بدأها القوات الحكومية يوم 25 فبراير الماضي، كانت دوما هي المدينة الأخيرة التي لم تستسلم بعد في الغوطة الشرقية حيث كانت تحت سيطرة فصيل "جيش الإسلام" الذي توصل لاتفاق مع روسيا يوم 8 من الشهر الجاري بعد أن استأنفت القوات الموالية لدمشق عملياتها العسكرية بعد يومين من توقف المحادثات.