أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن "العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي لن يزيد سورية والشعب السوري إلا تصميماً على الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب، في كل شبر من تراب الوطن." جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الرئيس السوري من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي عبّر عن "إدانة شديدة للعدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية"، مؤكداً "استمرار وقوف إيران إلى جانب سورية والشعب السوري". وقالت رئاسة الجمهورية السورية، في بيان صحافي اليوم السبت، إن "الرئيس روحاني أعرب عن ثقته بأن هذا العدوان لن يضعف عزيمة الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب". من جانبه، أوضح الرئيس السوري لنظيره الإيراني تفاصيل "القصف الثلاثي" وكيفية صده، مؤكداً أنه "جاء نتيجة لمعرفة القوى الغربية الاستعمارية الداعمة للإرهاب أنها فقدت السيطرة، وفي الوقت نفسه شعورها بأنها فقدت مصداقيتها أمام شعوبها وأمام العالم، ليأتي العدوان بعد أن فشل الإرهابيون في تحقيق أهداف تلك الدول التي زجت بنفسها في الحرب على سورية". وكانت ثلاثة مواقع عسكرية سورية في دمشق وحمص تعرضت لقصف جوي من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا وبريطانيا، فجر اليوم السبت، ردا على ما وصفته هذه الدول ب"هجوم بسلاح كيميائي على دوما، في الغوطة الشرقية لدمشق، يوم السبت الماضي". وأعربت وزارة الخارجية السورية، اليوم السبت أيضا، عن "اشمئزازها من انطلاق طائرات أمريكية استهدفت سورية من قواعد في دولة قطر". وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: "تعرب الجمهورية العربية السورية عن الاشمئزاز من الموقف المخزي لحكام مشيخة قطر بدعم عدوان الثالوث الغربي الاستعماري على سورية، والسماح بإطلاق حمم العدوان الحاقد من قاعة العيديد في قطر". كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، أن مواقع عسكرية ومدنية في سورية تعرضت لأكثر من 100 صاروخ مجنح، بينها صواريخ "جو-أرض" أطلقتها القوات الجوية والبحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية. وأضافت الوزارة في بيانها: "شاركت في العدوان على سورية سفينتان حربيتان أمريكيتان متواجدتان في البحر الأحمر، وقاذفات استراتيجية أمريكية B-1B أقلعت من قاعدة التنف جنوب سورية". ولم يشر المصدر إلى انطلاق الصواريخ والطائرات من دولة قطر. أما مصادر أمنية من تل أبيب فقد قالت إنه "تم إبلاغ إسرائيل مسبقا بنية فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية توجيه ضربات إلى سورية فجر اليوم السبت"، بحسب هيئة البث الإسرائيلي. وكانت إسرائيل قد أبدت "تفهمها للهجوم الذي شنته الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا على سورية"، وقال ممثل رفيع المستوى للحكومة الإسرائيلية، اليوم السبت، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن، في العام الماضي، أن استخدام أسلحة كيماوية يعني تجاوزا للخط الأحمر". وأضاف الممثل الحكومي الإسرائيلي أن "الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا تصرفت، تحت قيادة أمريكا، بناء على ذلك،.وما تزال سورية ترتكب أعمال قتل وتقدم الأساس لأعمال أخرى من قبل إيران، ومن شأن ذلك أن يعرض البلاد والقوات والقيادة السورية للخطر". من جانبه، أشاد المعارض الإسرائيلي جائير لابيد بالقوى الغربية لشن الهجوم، وقال: "على الرغم من أنها كانت مجرد ضربة ذات نطاق محدود إلا أن العالم المتحضر أرسل بها رسالة واضحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مفادها عدم البقاء في موقف المتفرج عندما يتم قتل الأطفال"، بتعبيره. وتابع لابيد: "الاختبار الحقيقي الآن هو ما إذا كان التحالف قادرا على الإبقاء على الضغط العسكري والدبلوماسي على ديكتاتور دمشق"، ولفت الانتباه إلى أن "إسرائيل ستواصل التصدي للوجود الإيراني في سورية"، وختم: ""لن يتم قبول أي تعليمات من أي من الأطراف الإقليمية في حال تعلق الأمر بمصالحنا الأمنية التي لها أهمية الحياة". الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر "الهجوم الثلاثي" الذي شنته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد سوريا ب"اعتداء ضد دولة ذات سيادة"، متهما واشنطن بأنها تساعد بذلك الإرهابيين في هذا البلد. بوتين، في بيان صدر عن الكرملين، قال: "بأفعالها هذه، تزيد الولاياتالمتحدة من حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها سورية بالفعل، إنهم ينقلون المعاناة للشعب المدني، وبذلك يتسامحون مع الإرهابيين الذين يعذبون الشعب منذ سبع سنوات". من جهة أخرى، هددت فرنسا بتدخل عسكري إضافي في حال استخدام أسلحة كيميائية في سورية مجددا. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، في تصريحات لمحطة "بي إف إم تي في" الفرنسية التلفزيونية اليوم السبت: "في مسألة الأسلحة النووية هناك خط أحمر لا ينبغي تجاوزه". وذكر لودريان أنه "إذا تم تجاوز هذا الخط مجددا سيكون هناك تدخل جديد"، وأضاف: "لكني أعتقد أنه تم استيعاب الدرس"، وفق تعبيره. وبحسب بيانات الوزير الفرنسي فإن الضربات طالت أهدافا محددة، مضيفا: "جزء لا بأس به من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تم تدميره". وبحسب تصريحات وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، فإن "الهجمات كانت موجهة ضد ثلاثة أهداف تتعلق بالبرنامج الكيميائي السري لسورية"، وقالت: "تمت مهاجمة مركز الأبحاث الرئيسي لهذا البرنامج، ومنشأتي إنتاج مهمتين". وكتبت الوزيرة، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن كافة الطائرات الفرنسية المشاركة في الضربات حطت سالمة مجددا، مشيرة إلى استخدام مقاتلات من طراز "رافال" و"ميراج"، وطائرات استطلاع من طراز "أواكس" وطائرة تزود بالوقود، في هذه العملية من جانب باريس.