أكد حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون، أن توقيع "إعلان العيون" من طرف الأحزاب السياسية وشيوخ القبائل الصحراوية وممثلي الساكنة "دليل على جاهزية الأقاليم الجنوبية للانخراط في أي خطوات يتخذها الملك محمد السادس للرد على استفزازات جبهة البوليساريو". واعتبر ولد الرشيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب "هو أرقى سقف يمكن الوصول إليه لحل هذا النزاع الذي عمّر طويلاً، ولا يمكن أن نقبل بإقامة جمهورية فوق هذه الأراضي أو حتى بنظام فيدرالي"، مضيفاً: "مضت الآن 40 سنة ولم يتحقق أي شيء، وأقول لإخواننا في البوليساريو ولعائلاتنا في تندوف التي تعيش أوضاعاً كارثية عليكم بالعودة إلى دياركم؛ لأن المغرب لن يفرط في شبر واحد من أراضيه". وأوضح القيادي الصحراوي، في تصريحه على هامش اجتماع الأحزاب السياسية بالعيون، أن المغرب شرع في تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة في انتظار تفعيل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وواصل: "كساكنة المنطقة نؤكد أنه حل جدي وواقعي، ويصلح لنا لحل جميع المشاكل العالقة". ودعا البرلماني عن مدينة العيون بعثة المينورسو الأممية إلى "القيام بعملها لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار؛ لأن الرباط لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التوغلات العسكرية المتواصلة، بل ستدافع عن حقوقها التاريخية حتى لا يقع أي مساس بالوضع القائم". بدوره، شدد سيدي عبد الله الإدريسي التوبالي، نائب رئيس المجلس الإقليمي لمدينة بوجدور، على انخراط ساكنة منطقته في الحملة الوطنية للدفاع عن الثوابت والوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن استفزازات البوليساريو بالمنطقة العازلة تقوض جهود الأممالمتحدة وتهدد السلم والأمن بالمنطقة. وأضاف المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس: "على البوليساريو أن تعي بأن الساكنة لن تتنازل على شبر من مناطقنا الصحراوية، سواء في المنطقة المنزوعة السلاح أو في باقي الأقاليم الجنوبية". من جانبه، أعلن ينجا الخطاط، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، استعداد ساكنة هذه الأقاليم للعمل على مواجهة الأعمال اللامقبولة من قبل جبهة البوليساريو، معبراً عن إدانته للاستفزازات التي تقوم بها الميليشيات المسلحة على مستوى المنطقة العازلة. وأشار الخطاط إلى أن التجاوزات الخطيرة تأتي في سياق الدينامية المشهودة التي انخرط فيها المغرب، لا سيما على مستوى الأقاليم الجنوبية، مذكرا بالمشاريع التي أطلقها الملك محمد السادس للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. ودعا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب كلا من الجزائر والبوليساريو إلى العودة إلى جادة الصواب والانخراط في هذا المخطط التنموي الذي يمكن الساكنة المحلية من تدبير شؤونهم بأنفسهم في إطار السيادة المغربية. من جهتهم، نوّه رؤساء المجالس الإقليمية لكل من طرفاية والعيون والسمارة والداخلة وأوسرد بوحدة الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة، وأكدوا على جاهزية وحدة الصف الداخلي من أجل التصدي لمناورات خصوم الصحراء.