في إطار المتابعة القضائية في حق رئيس الوزراء الإيطالي "سيلفيو بيرلسكوني" التي نجمت عن تورطه في استغلال جنسي لقاصر مغربية أو ما يعرف ب "فضيحة روبي"، من المتوقع أن تشهد جلسة يوم الإثنين حضور شاهدة مغربية تدعى "إيمان فاضل" (27 سنة) للاستماع إلى أقوالها من قبل القضاة باعتبارها إحدى الفتيات اللائي شهدن الحفلات التي كان يقيمها "بيرلسكوني" والتي تعد بمثابة "موقع الجريمة" بالنسبة للمحققين . ومن المنتظر ان تؤكد "إيمان فاضل" ،التي يتم تقديمها على أنها عارضة أزياء، أقوالها التي أدلت بها امام المحققين يوم 08 غشت الماضي بناء على طلبها والتي فجرت من خلالها قضية لباس إحدى المستشارات الجهوية لزي الراهبات (مثل إحدى لقطات فيلم Sister Act الامريكي) لأداء إحدى الرقصات الساخنة خلال الحفلات التي يقيمها بيرلسكوني الذي لا يتواني بدوره في "مباركتها" بوضع الصليب في أماكن حساسة من جسمها. وقد ورد إسم المغربية "فاضل" في ملف التحقيق في قضية فرعية عن القضية الأصلية "فضيحة روبي" حيث يتم متابعة بعض معاوني "بيرلسكوني" بتهمة التشجيع على الدعارة، من بينهم المستشارة الجهوية بجهة "لومبارديا" "نيكول مينيتي" Nicole Minetti التي أشارت إليها "فاضل" في شهادتها، وكذلك مدير النشرة الإخبارية "إيميليو فيدي" Emilio Fede (80سنة) بالقناة الرابعة التابعة لمجموعة "بيرلسكوني" الإعلامية الذي يعتبر عراب المغربية "فاضل" إلى حفلات "بيرلسكوني" كما تبين المكالمات الهاتفية التي تم التنصت عليها من قبل المحققين. وقد أثارت شهادة "فاضل" فيما يتعلق باستغلال لباس الراهبات وبعض الطقوس الكنسية في حفلات بيرلسكوني الماجنة العديد من الإستنكارات والتساؤلات وسط العديد من الأوساط المحافظة خصوصا بعد أن تم تاكيد تصريح المغربية من شهادات أخرى، وهو ما جعل العديد من المهتمين يرون في كلام كبير أساقفة الإيطاليين الكاردينال "بنياسكو" Bagnascoفي نهاية الأسبوع الماضي تأكيدا لشهادة "فاضل" رغم عدم إشارته بالإسم إلى بيرلسكوني. وجاء في خطاب "بنياسكو" الذي افتتح المؤتمر الإستثنائي لأساقفة إيطاليا "إن الامر يحتاج إلى كوابح خاصة، لأن سلوكات البعض لا تتعارض مع الأداب العامة فقط بل إنها محزنة وفارغة في جوهرها، فإنها ليست المرة الأولى التي نؤكد فيها على أن كل من يختار العمل السياسي ان يلتزم بالتوازن والرزانة والإنضباط والشرف اللازمين، كما ينص دستورنا على ذلك" يقول بنياسكو. ومن جانبه يواصل "بيرلسكوني" تأكيده أنها مجرد "مؤامرة" يتعرض لها من قبل المحققين، داعيا أغلبيته إلى الإسراع في إصدار قانون يحد من التنصت على المكالمات الهاتفية من قبل المحققين أو على الأقل عدم السماح بنشرها كما هو معمول به حاليا مما ورطه في قضايا مختلفة مع عدة أطراف وليس آخرها إلا الكنيسة الكاثوليكية. ولا يستبعد المحققون الذين يتابعون "بيرلسكوني" ،خصوصا في القضايا الاخلاقية، ان يكون هذا الاخير يتعرض لإبتزاز حقيقي من قبل أطراف مختلفة تدعوه إلى دفع المزيد من الاموال لشراء صمتهم فقد تم في الأسابيع الماضية اعتقال احد الوكلاء الذي كان مكلفا بجلب الحسنوات لحفلات "بيرلسكوني" بتهمة الابتزاز حيث تلقى من رئيس الوزراء الإيذالي مبلغ 500 ألف اورو بالإضافة إلى 20 ألف أورو شهريا، إلا ان إصرار "بيرلسكوني" على ان الامر مجرد مساعدة لشخص يمر بضائقة مالية (نفس التبرير قدمه بيرلسكوني للأموال التي قدمها للمحروق) جعل القضاة يأمرون بإطلاق سراح "وكيل الحسنوات"، ففي غياب اعتراف مباشر يبقى أي كلام يتم التنصت عليه قابلا للتأويل ويمكن إعطاؤه تفسيرات متعددة.