تعيش الرياضة عموما بسطات وضعا لا تحسد عليه، خاصة كرة القدم، رغم تقدّم كرة القدم المصغّرة، بعدما كانت متألقة في عهد النهضة الرياضية السطاتية، الذي كان يلقى الدعم الكبير من وزير الداخلية السابق إدريس البصري، الذي كان يحضر اللقاءات ويتابع أحوال الفريق، بل كان يستقبل أحيانا لاعبيه بمقر سكنه نواحي الرباط. كرة القدم النسوية ب"عاصمة الشاوية" لا تخرج عن إطار المعاناة التي تعيشها الرياضة بسطات، رغم تدخّل الشركاء لتخفيف العبء عن المكاتب المسيّرة، إذ يعرف فريق الإناث لكرة القدم إكراهات كثيرة، منها الجانب المادّي وكثرة الإنذارات والأعطاب والغرامات، ما أثر سلبا على المستوى التقني ومردودية الفريق، رغم تواجده في المركز الخامس على بعد دورة واحدة من نهاية الموسم، ما جعله يعيش عجزا، في غياب المنخرطين والمستشهرين. بهلاوي جميل، رئيس جمعية المنتدى الرياضي السطاتي إناث لكرة القدم، ولاعب سابق لكرة القدم في فريق النهضة السطاتية والمنتخب الوطني، أشار في تصريح لهسبريس إلى أن الفريق انبثق من البطولة المدرسية منذ موسم 2012/2013، إذ كانت تشارك فرق الإناث على المستوى المحلي والجهوي والإقليمي. وأضاف بهلاوي أن التجربة الأولى بدأت في عصبة تادلة، التي توّجت بصعود الفريق إلى القسم الثاني، رغم مواجهة فرق عريقة يصل إحداثها إلى 20 سنة، مسجلا في الوقت ذاته غياب المسؤولين عن تشجيع الفريق مادّيا من أجل تحسين وضعيات اللاعبات، واقتناء المعدّات، وجلب لاعبات من خارج سطات، بحكم تحفّظ العائلات السطاتية على السماح للإناث بالانخراط في الرياضة النسوية، عكس خنيفرة والدار البيضاء ومدن الجنوب، إلى درجة أن المكتب المسيّر دقّ بيوتا عدّة من أجل كسب ثقة الأسر للاطمئنان على المشاركات اللائي ينخرطن في الجمعية التي تشبه العائلة. وحول الإكراهات التي تعيق مردودية الفريق وتحقيق نتائج أحسن، قال بهلاوي إنها تتلخّص في الجانب المادّي الذي لا يكفي لسدّ المصاريف، كمنحة اللاعبات أثناء التوقيع للفريق، ومنح المقابلات التي تختلف من مقابلة إلى أخرى ومن لاعبة إلى أخرى، بالإضافة إلى واجبات التنقّل والغذاء، إذ تبلغ ميزانية الفريق 10 ملايين سنتيم سنوّيا، بما فيها دعم الجامعة الوطنية. وأردف بهلاوي بأن الفريق لا يملك ملعبا خاصّا به، إذ يتمّ إجراء التداريب في ملعب "السوسيو"، بعد أداء مبلغ كراء يصل إلى 100 درهم لحصة تدريبية لا تتجاوز ساعة، بمعدّل 6 حصص في الأسبوع، معتبرا أن دعم مجلس البلدي المحدّد في 20 ألف درهم لا يكفي لسد المصاريف أمام كثرة المقابلات وبعد المسافات، منوّها بدعم فريق النهضة لفئة الفتيات بوضع الحافلة رهن إشارتهن، ومطالبا الجهات المعنية بالالتفات إلى كرة القدم النسوية، خاصة أن المسافات ستزداد في الموسم المقبل إلى مدينة الداخلة مثلا. أمينة فخر، لاعبة سابقة تمارس التحكيم الآن في كرة القدم النسوية، عبّرت في تصريح لهسبريس عن أسفها للوضع الذي تعيشه كرة القدم النسوية بسطات، بحكم عدم وصول الثقافة الرياضية إلى عموم بالمدينة. وسجّلت أمينة الإقصاء الذي يعانيه الفريق النسوي الوحيد الذي يمثل المدينة، معتبرة أن الهاجس المادّي كبير، ومشيرة إلى أن المسؤولين يقدّمون دعما هزيلا، ومطالبة بتقديم الدعم للفرق الرياضية المشاركة في البطولات الوطنية على قدم المساواة. وعبّرت المتحدثة ذاتها عن تحدّيها لأعضاء المجلس البلدي أن يسيروا فريق كرة القدم يشارك في المنافسات الوطنية بمنحة 20 ألف درهم. رشيد متروفي، عن المجلس الجماعي لمدينة سطات، أوضح في تصريح هاتفي لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المجلس ينظر إلى دعم الرياضة بشكل عام في المدينة وفق معايير مضبوطة في دفتر تحمّلات تخضع له جميع الجمعيات، في إطار المساواة بين هيئات المجتمع المدني في الحقوق، تشجيعا لجميع أنواع الرياضات المتواجدة بالمدينة. ونفى متروفي نقص أي مبلغ من قيمة الدعم المقدّم للفرق الرياضية، إلا إذا لم تحترم الجمعيات دفتر التحمّلات، كعدم تحقيق نتائج إيجابية، موضّحا في الوقت ذاته أن المجلس يشجّع الرياضة برفع الدعم كلّما كانت النتائج والمردودية حسنة، كما هو شأن فريق النسمة الرياضية. وأضاف المتروفي أن المجلس يقدّم الدّعم في إطار المشاريع، ولا يمكن تقديم منح كاملة للمشروع الذي تحدّد تكلفته الجمعيات، إذ إن الجماعة لا يمكنها تغطية جميع مصاريف المشاريع المقدمة، بل تساهم في إنجاحها فقط. ونصح رشيد المتروفي الفريق النسوي بالتوجه إلى طلب الدعم من مجالس أخرى، والعمل على دقّ الأبواب، كالبحث عن شركاء ومستشهرين، وزاد: "لا يمكن تلبية تكلفة المشاريع التي قد تفوق أحيانا 100 مليون سنتيم"، مؤكّدا على اعتماد المجلس الجماعي على معايير مضبوطة في منح الدعم للفرق.