خصصت أربع جماعات محلية بإقليم الجديدة ( مولاي عبد الله - الحوزية - الجماعة الحضرية للجديدة والمجلس الإقليمي) خمسمائة مليون سنتيم لدعم فريق الدفاع الحسني الجديدي، في انتظار تحرك باقي الجماعات، وهي بادرة تدخل في إطار تدعيم المجالس المنتخبة للرياضة المحلية، وخاصة كرة القدم ومساعدة الفرق الرياضية على تجاوز أزماتها المالية، وبالتالي التركيز على البناء بعد الاستقرار النفسي والمادي، الذي بدونهما لا تستقيم الرياضة. اهتمام الجماعات المحلية بالرياضة ودعمها لها هو ما يعوزنا هنا بسطات، إذ تغيب جل المجالس الجماعية بالإقليم الجانب الرياضي ولا تخصه بالدعم الواجب ولا بالتشجيع، مما كان له الأثر السيء والسلبي، وبناء عليه اندثرت عدة ألعاب جماعية بعاصمة الشاوية كانت فيها المدينة رائدة، منها: ألعاب القوى، الدراجات، السباحة، كرة اليد، كرة السلة وكرة الطاولة، وعلى رأس كل هذا الفريق الأم النهضة السطاتية فرع كرة القدم، الذي يلعب اليوم بقسم الهواة، بعد تخلي الكل عنه، وخاصة أولئك الذين اغتنوا منه إبان احتضانه من قبل أكبر شركة بالمغرب، ودرسوا أبناءهم بالخارج على حساب الفريق، وتبوؤوا مناصب سياسية ما كانوا يحلمون بها على عهد وزير الداخلية السابق إدريس البصري. وبعد أفول نجم هذا الأخير ووفاته تنكروا للنهضة ونفضوها كما تنفض الزوائد، واكتفوا بالتفرج على مآلها من بعيد وبعيون شامتة. وحتى الجماعات التي كان منتخبوها من صنيعة إدريس البصري يتهافتون على دعم النادي لنيل رضي ولي نعمتهم، أداروا ظهورهم اليوم، وأحكموا إغلاق صنابير جماعاتهم وتركوا النهضة تتجرع ضائقتها المالية، تسير بمداخيل سنوية لا تفي حتى لسد الحاجيات الأولية لفريق هاو، له متطلبات جد بسيطة. وضعية النهضة السطاتية اليوم يرفضها الجمهور السطاتي المخلص لعشق فريقه من خلال حضوره كل مبارياتها سواء داخل سطات أو خارجها، ممنيا النفس بعودة محبوبته يوما ما لمكانها الطبيعي بين فرق الصفوة. لكن، كيف السبيل لذلك، في ظل غياب موارد مالية قارة وقادرة أن تساعد على تجاوز عتبة الهواة والعودة للأضواء. النهضة السطاتية تسير اليوم اعتمادا على مداخيل مالية ذاتية جد ضعيفة، في غياب أي محتضن، وفي غياب أي دعم من مجالس الإقليم المنتخبة، إذا ما استثنينا المجلسين الجهوي والإقليمي ونزر قليل مما «يجود» به المجلس البلدي لسطات، المغيب لكل ما هو رياضي من أجندته، علما بأن هناك جماعات بالإقليم بلغت حد الثراء الفاحش بمراكمتها لملايير السنتيمات كفائض مالي، ودون التفكير في توظيف هذا الفائض فيما يعود عن سكان دوائرها بالنفع: كترميم الطرق وإصلاحها، وشق مسالك لفك العزلة عن الدواوير المعزولة، والعمل على ما يرقى بالجماعة اجتماعيا وثقافيا ورياضيا، ولنا في جماعة لمزامزة الجنوبية خير مثال: فهي تعتبر أغنى جماعة بالإقليم ماديا، وأفقرها لرؤية شاملة تنهض بجماعتها على كل المستويات، وتساهم هي الأخرى في دعم الفريق الأول لعاصمة الشاوية وباقي الفرق الرياضية بسطات وترابها الجماعي. لقد آن الأوان لتعود النهضة السطاتية لريادتها، ولن يتم هذا إلا بتضافر جهود الجميع، وبدعم والي جهة الشاوية ورديغة، كون كل مكونات الفريق حاليا من مكتب مسير ومدرب وأطر إدارية وتقنية، لن يقووا في ظل هذه الأزمة المالية الخانقة غير المسبوقة في تاريخ النادي سوى المحافظة عليه بقسم الهواة على أبعد تقدير، إذ كل مجوداتهم تنصب على تدبير شؤون الفريق يوما بيوم، والبحث بشكل مظن كل أسبوع عن موارد مالية للتنقل والتغذية والمبيت للاعبين دون الحديث عن المنح والرواتب الشهرية بعد أن تخلى الجميع عن الفريق إلاَ من حفظ ربك....فاليد الواحدة لا تصفق وفوق طاقتك لا تلام.