يعيش آباء وأمهات تلميذات الثانوية الإعدادية ابن سينا بأقا، ومعهم الأطر التربوية والإدارية العاملة بالمؤسسة، وسط قلق بالغ جرّاء حالات الإغماء المتكررة التي تتعرضّ لها التلميذات اللواتي يدرسن بالمؤسسة منذ بداية مارس الماضي، دون أنْ تُعرف أسبابُها إلى حدّ الآن. وتدخلُ تلميذات الثانوية الإعدادية ابن سينا، مثنى وجماعات، في نوبة من البكاء الهستيري، سواء داخل الفصول الدراسية أو في ساحة المؤسسة، ويرمين مَحافظهنّ ويتخلّصن من أحذيتهنّ، وفق مقاطع الفيديو التي توصلت بها هسبريس، ومنهنَّ من يعمدن إلى نزع ملابسهنّ والكشف عن عورتهنّ، حسب إفادات من المؤسسة. تواتُر حالات الإغماء بالثانوية الإعدادية ابن سينا بأقا دفع المسؤولين التربويين والإداريين بالمؤسسة إلى مراسلة الجهات المعنية، حيث حلَّ بعين المكان كل من المدير الإقليمي ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، اللذين قلّلا من شأنَّ حالة إغماء التلميذات واعتبراها "مجرد تمثيل"؛ لكنَّ المسؤولين التربويين بالمؤسسة يعتبرون أنَّ الأمر لا يتعلق بتمثيل. المثير في الموضوع هو أنَّ المسؤولين عن الشأن التعليمي في أقا، عوض أنْ يُفدوا إلى الثانوية الإعدادية ابن سينا لجنة من الاختصاصيين، للبحث عن أسباب إغماء التلميذات، سايَروا خُرافة تروج وسط التلاميذ، وهي أنَّ شجرة "مسكونة" توجد داخل ساحة المؤسسة هي السبب، فعمد مسؤولو المديرية الإقليمية إلى اجتثاثها! أحمد عكي، رئيس جمعية آباء وأمهات تلاميذ الثانوية الإعدادية ابن سينا، قال، في اتصال مع هسبريس، إنَّ حالات الإغماء المتكررة، التي تحصل في صفوف التلميذات فقط دون الذكور، تستدعي إيفاد لجنة طبيّة تتشكّل من مختصين، من أجل معرفة أسبابها، خاصّة أنّها بدأت تؤثر على سير الدراسة بالمؤسسة وتجعل أولياء التلميذات يفكرون في عدم إرسال بناتهن إلى المدرسة. ووعد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمدير الإقليمي، الذي عزا سبب حالات الإغماء بالجملة التي تطال التلميذات إلى ضُعف التغذية، خاصة أنَّ مطعم المؤسسة لم يفتح أبوابه بعد، بالرغم من أنه مجهّز، بإرسال لجنة مختصّة إلى المؤسسة؛ لكنهما لم يُوفدا سوى طبيبيْن لا يُعرف تخصصهما، حسب إفادة أستاذ يدرّس بالثانوية الإعدادية ابن سينا. وذهب الحسن بيان، عضو المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، إلى وصْف حالة الإغماءات بالجملة التي تتعرض لها تلميذات الثانوية الإعدادية ابن سينا ب"الظاهرة"، مشدّدا على ضرورة تدخّل الجهات المعنية لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، المؤرّقة لأمهات وآباء التلاميذ والأطر التربوية والإدارية بالمؤسسة. "ما يحدث في الثانوية الإعدادية ابن سينا بأقا يستدعي تدخّل جميع السلطات، التربوية والصحية والإقليمية؛ لأنّ الأمر تحوّل إلى أزمة حقيقية، نشرت القلق في صفوف الأمهات والآباء على فلذات أكبادهم"، يقول الحسن بيان، محذّرا من أنْ يؤدّي عدم تدخّل الجهات المعنية إلى الدفع بأولياء أمور التلميذات إلى عدم إرسالهنّ إلى الدراسة. من جهة ثانية، طالب أحمد عكي بالإسراع بفتْح أبواب المطعم الذي بناه المجلس الجماعي، وجرى تجهيزه من أجل توفير وجبات للتلاميذ. كما طالبَ الجهات المعنيّة بالتدخّل لدى الشركة المكلَّفة بالنظافة، قصْد صرْف أجور العاملتيْن المكلفتيْن بتنظيف المؤسسة، واللتين لم تتوصّلا بأجرهما الذي لا يتعدى 600 درهم في الشهر، منذ بداية السنة الجارية.