بعد الوعكة الصحية التي عاشها الفنان عبد الرحيم التونسي المعروف، يعود الممثل الكوميدي "عبد الرؤوف" إلى خشبة المسرح من جديد من خلال مسرحيته "مطعم الدراوش" التي ألفها وعرضها في العديد من المدن المغربية ما بين 1960 و1965. وبالرغم من ظروفه الصحية، حرص الفنان التونسي على حضور العرض الأول من مسرحيته، التي يجسد أحداثها أبناؤه أسامة وحيسان وبهاء، إلى جانب الممثلة الصاعدة فاطمة الزهراء كرماني. الفنان عبد الرحيم التونسي المعروف ب"عبد الرؤوف"، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال: "مسرحية مطعم الدراوش ارتأى أبنائي إعادتها إلى المسرح، والتي سبق أن جسدت فيها دور نادل بمطعم شعبي يشتغل خارج القانون، أتواصل فيه مع الزبناء بلغة فرنسية ركيكة تحمل طابعا فكاهيا مرحا". وتابع هرم الكوميديا المغربية بالقول: "حضوري اليوم هو بمثابة لقاء مع الجمهور ألتقط فيه صورا للذكرى؛ لأنه بالرغم من تحسن حالتي الصحية، فإن المرض والتقدم في السن لا يسمحان بالعودة للاشتغال، والوقوف على الركح مرة أخرى". واسترسل المتحدث في قوله: "أعتقد أن أبنائي ورثوا عني الحس الفكاهي إلى جانب تكوينهم الأكاديمي، ابني أسامة يتمتع ب"ستايل" خاص به في مجال الكوميديا، وابنتاي التوأم جيهان ودنيا تشاركانني عملا بعنوان "احضيه لا يزلكوا رجليه"، وهو عرض موجه إلى الأطفال، كما سبق أن شاركني ابني أسامة وإيهاب في عروض سابقة". وتتناول المسرحية، التي اشتغل على تطويرها عبد الرؤوف وأبنائه لتنتقل من "مطعم الناس" إلى "مطعم الدراوش"، يوميات المطاعم العشوائية واستهتارها بصحة الزبناء والعمل خارج القانون دون رقابة في قالب كوميدي ساخر. وقال حيسان التونسي، نجل الفنان الكوميدي عبد الرؤوف، إن مسرحية "مطعم الدراويش" "تعد واحدة من المسرحيات التي ألفها عبد الرحيم التونسي، والتي سنعيدها إلى الرّكح في قالب جديد وروح شبابية لتعريف الجيل الجديد على جزء من تاريخ المسرح المغربي، الذي أسهم فيه والدنا". وأبرز حيسان، في حديثه للجريدة، أنّ شقيقه أسامة سيجسد دور عبد الرؤوف، لتمتعه بذات الحس الفكاهي والطفولي لوالدنا، التي اشتهر بها خلال الثمانينيات على خشبة، مستطردا قوله: "صحيح أن الحضور لن يكون متكاملا، الصوت المبحوح لعبد الرؤوف الذي أضحك الجميع على امتداد فصول عديدة على الركح، لن نتمكن من تقليده". عبد الرؤوف، الذي ناهزت صِلته مع الخشبة واللغة الشعبية مدة الخمسة عقود من الزمان، يقول عن هذه الشخصية: "حين كنت أدرس في مدرسة الأعيان، كان يجلس إلى جانبي تلميذ اسمه عبد الغفور، كانت تضحكني حركاته التي تدل على بلادته وطريقة كلامه، عندما كنت أبحث عن شخصية لأدواري المسرحية، خطرت بذهني تلك الشخصية المضحكة التي رافقتني في الطفولة، من هنا جاءت فكرة "عبد الرؤوف" الكوميدي".