بعد الجدل الذي رافق زيارة السفير الأمريكي بالجزائر لمخيمات تندوف، وتعيين جون بولتن المتعاطف مع طروحات جبهة البوليساريو مستشارا للأمن القومي، أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها تلتزم بدعم الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة لتسوية هذا النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو. وفي لقاء جمعه بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بواشنطن، شدد جون ج. سوليفان، وزير الخارجية الأمريكي بالنيابة، على أن الولاياتالمتحدة تدعم المنظمة الأممية "لإيجاد حل سياسي سلمي ودائم مقبول من لدن الطرفين لإنهاء الصراع الذي عمر طويلاً". وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي قد بدأ، أول أمس الاثنين، جولة دبلوماسية تقوده إلى عدد من عواصم الدول الكبرى، تنطلق من باريس إلى واشنطن، بعد استنفار الحكومة للبرلمان بمجلسيه وتعبئتها للأحزاب السياسية عقب التطورات الأخيرة المتعلقة بقضية الصحراء. وأشاد المسؤول الأمريكي بالصداقة والعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، خصوصا بشأن الأولويات المشتركة، بما في ذلك انخراط المغرب القوي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وأضاف بيان صادر عن الخارجية الأمريكية أن جون ج. سوليفان وبوريطة ناقشا العلاقات الثنائية المغربية الأمريكية وعددا من القضايا الإقليمية، بما فيها الجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن الإقليمي. وتأتي زيارة بوريطة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تزامناً مع الجلسة الأولى التي يعقدها غدا الخميس مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء قبل إصدار التقرير النهائي، حيث حدد أربع محطات متتالية خصصت لمعالجة آخر التطورات التي يشهدها الملف قبل مناقشة الصيغة الأخيرة لقرار أنطونيو غوتيريس، الأمين العام. وحسب ما أعلنه مجلس الأمن على موقعه الرسمي، سيناقش الدول الأعضاء غداً خلاصات المشاورات التي قام بها هورست كولر، المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء، مع مختلف الأطراف لإيجاد حل للقضية. ومن المرتقب أن يلتقي مساء اليوم الأربعاء، ناصر بوريطة مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في مقر المنظمة بنيويورك، بحسب ما علمت هسبريس. وكان رئيس الحكومة قد كشف أن الملك محمدا السادس سيجري اتصالات هاتفية مع الدول دائمة العضوية (الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين)، في إطار التعبئة الجماعية للدفاع عن قضية الصحراء إلى حين رد الأمور كاملة إلى نصابها والتنبيه إلى خطورة استفزازات ميليشيات البوليساريو. ولم يصدر أي تعليق رسمي على الموقف الذي عبرت عنه الأممالمتحدة بخصوص نفيها وجود أي تحركات عسكرية لجبهة البوليساريو في منطقة شرق الجدار الأمني لإقليم الصحراء، خلافاً للتصريحات الصادرة عن المسؤولين المغاربة. وكانت المنظمة الدولية أعلنت، أمس، أن بعثتها في الإقليم (مينورسو) لم تلحظ أي تحركات لعناصر عسكرية تابعة ل"البوليساريو"، وذلك ردا على رسالة وجهها عمر هلال، ممثل المغرب لدى الأممالمتحدة، إلى غوستافو ميازا كوادرا، رئيس مجلس الأمن، بشأن وجود تحركات عسكرية. وخلال مؤتمر صحافي لاستيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، قال صحافي مغربي إن المنظمة الدولية بإعلانها أمس عدم وجود تحركات عسكرية تكون قد اتخذت موقفا غير محايد؛ وهو ما رد عليه دوغريك قائلا، في مقر الأممالمتحدة بنيويورك: "نحن لا نساند أي طرف على حساب آخر، ونتمسك بما أعلناه أمس.. نحن فقط رصدنا ما رأيناه". وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال المؤتمر الصحافي ذاته، قولا: "بالنسبة للرسالة التي بعث بها الممثل الدائم للمغرب، فنحن نقوم بدراستها حاليا".