قالت الأممالمتحدة إن الدول المانحة تعهدت بتقديم مساعدات انسانية تزيد قيمتها على ملياري دولار لمساعدة ملايين الجوعي والنازحين والمرضى في اليمن التي دمرتها الحرب. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام مؤتمر للمانحين في جنيف على أن "اليمن تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم". وتسبب الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في جعل 2ر22 مليون شخص من بين 27 مليون يمني في حاجة إلى مساعدات إنسانية. وتعهدت السعودية والإمارات والكويت، وهي ثلاث من الدول المشاركة عسكريا في الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بتقديم 25ر1 مليار دولار. وأعلنت بريطانيا عن المساهمة بنحو 240 مليون دولار، في حين تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم حوالي 133 مليون دولار. وقال جوتيريش إنه متفائل بأن المزيد من الأموال ستتدفق على مدار العام للمساعدة في تلبية هدف الأممالمتحدة البالغ 3 مليارات دولار. تجدر الإشارة إلى أن اليمن كان يعاني من ارتفاع معدلات الفقر حتى من قبل بداية الصراع. والآن، أصبح ما يقرب من 18 مليون شخص ليس لديهم إمدادات غذائية مضمونة وأكثر من ثمانية ملايين شخص معرضين لخطر المجاعة. ويعاني نحو نصف الأطفال في سن ما قبل المدرسة من سوء تغذية مزمن ويعانون من التقزم، وهو الأمر الذي يعيق نموهم الجسدي والذهني. ويعاني السكان من تبعات القتال والنزوح وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية، فضلا عن حوادث القتل والاغتصاب. وحث العديد من ممثلي الحكومات والأممالمتحدة في جنيف جميع الأطراف في الحرب على الامتناع عن وقف المساعدات، مشيرين إلى حظر سعودي على ميناء يمني وفرض قيود على الوصول إلى جميع مناطق البلاد تقريبا. وقال كريستوس ستيليانيدس، المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية: "لإنقاذ الأرواح على الأرض، يجب على جميع أطراف النزاع ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق ومستمر إلى جميع المجتمعات المتضررة في اليمن". وأعاد جوتيريش إلى أذهان الدبلوماسيين المجتمعين بأن اليمن نفسه كان أظهر سخاء أكبر بكثير من العديد من الدول الغنية في العالم باستقباله أعدادا كبيرة من اللاجئين الصوماليين. وأضاف :"ولهذا فإنه من واجبنا أيضا أن نقابل بسخاء السخاء الذي لطالما أبداه اليمنيون للمحتاجين". وحذر من أن أية مبالغ للمساعدات لن تكون قادرة على إنهاء الصراع. وشدد على أن "التسوية السياسية التي يجري التفاوض عليها من خلال حوار شامل بين اليمنيين هي الحل الوحيد".