أبى المعتقل ربيع الأبلق، المتابع على خلفية حراك الريف، إلا أن يشد انتباه الحاضرين بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، خلال مرحلة استنطاقه من طرف القاضي علي الطرشي، إذ وجه عبارة باللهجة الريفية خاطب فيها والدته، طالبا السماح منها. إذ خلال مثوله، مساء الجمعة، أمام القاضي بالقاعة رقم 7، وبعد أن خاطب رئيس الهيئة بكونه مستعد للإعدام ويتمنى تنفيذه، التمس الأبلق أن يوجه رسالته باللهجة الريفية إلى والدته، حيث طلب منها أن تسامحه. وقد فسر المترجم بكون اللغة التي استعملها الأبلق تشي بشعوره بالانهيار النفسي. وأضاف المترجم أن ربيع الأبلق خاطب والدته قائلا: "اخترت الموت، وسيمر شهران أو ثلاثة وتصبرين على الفراق وتنسين ذلك". وطالبت المحامية خديجة الروكاني، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، بإرجاع المتهم الأبلق من القفص الزجاجي ليمثل أمام المحكمة ويشرح معنى الجملة التي أدلى بها، معبرة عن تخوفها وعدم ارتياحها مما جاء على لسانه. في السياق نفسه، حملت المحامية النيابة العامة مسؤولية حماية حياة المعتقلين، خاصة ربيع الأبلق الذي ذكر، في معرض إجابته عن الأسئلة الموجهة إليه، بأنه تلقى تهديدا بالقتل داخل السجن. فيما ردت النيابة العامة، في شخص الوكيل العام حكيم الوردي، على ذلك بالقول: "إن كان هناك تهديد بالقتل فيجب التقدم بشكاية في الموضوع، وسيكون من العيب ألا نبحث فيها". وأضاف الوردي "لا أريد القول بأن مسألة ملاحقة الموت له بالسجن محض خيال، لكن كواقع يصعب تصديقه لأن هناك حماية ورعاية داخل السجن". وبخصوص ملتمس النقيب عبد الرحيم الجامعي، المتعلق بمعرفة مآل البحث، الذي أمرت به النيابة العامة حول المدعو إبراهيم البوعزاتي، الذي كان قد تحدث مع الصحافي حميد المهداوي، المتابع في الملف نفسه، حول رغبته في إدخال دبابات إلى المغرب، رد الوكيل العام بأن "الأبحاث أجريت، وهي مشمولة بالسرية، ولا ترفع عنها إلا بالحفظ أو المتابعة أو بأمر الإحالة"، مشيرا إلى أن الملتمس مخالف للقانون. ورفضت النيابة العامة ملتمس الدفاع باستدعاء شخص يدعى فريد، كان الأبلق قد أكد أنه من المخابرات، وأنه كان يتصل به باستمرار، حيث سخر ممثلها من ذلك قائلا: "أشبه هذا الأمر بأزمة الفلسفة وهي تخوض في مواضيع ميتافيزيقية". وأضاف أن "من له مشكل مع المسمى فريد عليه التقدم بشكاية، والنيابة العامة تبحث في العامر ماشي الخاوي، ومن له دليل فليقدمه". وخلال مواجهته مع ربيع الأبلق، عاد حميد المهداوي، مدير موقع "بديل" المتابع في الملف نفسه، للحديث عن السبب في عدم تبليغه بمضامين المكالمة الهاتفية التي جمعته بالمدعو إبراهيم البوعزاتي، والتي هدد فيها بإدخال أسلحة إلى المغرب. إذ أكد المهداوي، الذي وصف ما جرى له ب"المصيدة"، أن "من خطط للملف معلّم، لكنني فضلت ألا أبلغ وأسجن على أن أصير مخبرا"، مشيرا إلى أنه صحافي، و"ملي تشد صحافي في الحبس، عرف شي حد بغا يدير الخشونة"، يضيف المهداوي.